التجهيز والنقل في المقدمة، والتعليم في الأسفل(تقييم رئيس الجمهورية)
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الأربعاء, 09 نيسان/أبريل 2014 13:36
تابع الموريتانيون عموما، والمسؤولون الحكوميون خصوصا لقاء رئيس الجمهورية مع الصحافة في انواذيبو، وعاش الوزراء، وكبار المسؤولين على أعصابهم طوال مدة اللقاء، ترقبا، وحذرا... فهم يترقبون أي وعود، أو تعهدات سيطلقها رئيس الجمهورية، لأنهم يعلمون أنهم المعنيون بتنفيذها في آجالها، كما أنهم حذرون من انتقاد رئيس الجمهورية لأداء قطاعاتهم، ومؤسساتهم.
وباستثناء حديث رئيس الجمهورية عن الشأن السياسي، الذي أخذ حيزا كبيرا من اللقاء، فإن أهم محورين فيه هما: الأداء الحكومي في مختلف القطاعات، والأسئلة الشخصية، المتعلقة بشخص الرئيسن وثرواته، وتسييره...
وإذا تتبعنا اللقاء بدقة، وحاولنا أن نرتب الوزارات، والقطاعات الحكومية حسب تقييم رئيس الجمهورية لأدائها، نلاحظ بوضوح أن قطاع التجهيز والنقل نال المرتبة الأولى في تقييم رئيس الجمهورية، فلم يكتف ولد عبد العزيز بإبداء رضاه عن عمل هذا القطاع، بل كلف نفسه عناء الدفاع عنه باستماتة، عبر الإشادة بأداء المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق، وما تحقق من طرق في العاصمة، والمدن الداخلية، وأسهب رئيس الجمهورية في الحديث عن صفقات التجهيز والنقل، والشركات التي تنجزها، وتحدث عن المشاريع بالتفصيل، ما يدل على أن الرئيس يتابع شخصيا هذا القطاع، ويعتبره حجر الزاوية في إنجازاته، لأن بعض القطاعت الأخرى، قال رئيس الجمهورية صراحة إنه لا يمتلك معلومات دقيقة عنها، وقال: لم يصلني هذا.. وأحيانا استفسر الصحفيين عن معلومات بخصوصها.
وفي المقابل كان قطاع التعليم في ذيل الترتيب حسب تقييم الرئيس، فرغم تركيز ولد عبد العزيز على مراكز التعليم المهني، ومداس الامتياز، إلا أنه اعترف صراحة بفشل هذا القطاع، وتحدث عنه بنبرة تكاد تكون "محبطة" رغم قوله إن جهود إصلاح التعليم ستستمر.
بينما تفاوت تقييم الرئيس للقطاعات الحكومية الأخرى، فالقطاع العسكري، والأمني حلا في مرتبة متقدمة، وقطاع الصحة كان ينافس التعليم في ذيل الترتيب.
وفي اليوم الموالي انعكس تقييم رئيس الجمهورية على نفسيات الوزراء داخل مكاتبهم، فقد تأكد أن بعضهم ظهرت عليه أعراض "الإكتئاب" وبدا منزعجا، على غير عادته، بسبب عدم رضا رئيس الجمهورية عن أداء قطاعه، في حين كان موظفو التجهيز والنقل في منتهى الحيوية، والنشاط، والارتياح، لأن الرئيس قال لهم: "أراقب ما تقومون به بدقة، وأنا راض عنه تماما" هكذا يفهمون الرسالة.
وتبقى الأنظار متجهة نحو اجتماع مجلس الوزراء المقبل، لمعرفة الارتدادات المحتملة لزيارة الرئيس لانواذيبو، وحديثه للإعلام، والكل يقول : رب سلم، سلم.
سعدبوه ولد السيخ محمد