تجديد الطبقة السياسية.. شعار، أم خيار؟.
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ السبت, 28 حزيران/يونيو 2014 16:51
يتبع جميع الرؤساء حول العالم وسائل مختلفة لإقناع مواطنيهم بدعم سياساتهم، والتصويت لهم، وفي موريتانيا كان كل الرؤساء أوفياء لمبدأ الشعار، مثل شعار تطبيق الشريعة، إلى محو الأمية، إلى الوحدة الوطنية، إلى محاربة الفساد، والاعتناء بالفقراء، ..... والقائمة تطول.
خلال مأمورية الأولى رفع ولد عبد العزيز شعار "رئيس الفقراء" ملامسا مشاعر المواطنين بحربه على الفساد، والمفسدين، ومع قراره الترشح لمأمورية ثانية اختار ولد عبد العزيز شعار "تجديد الطبقة السياسية،وإشراك الشباب في صناعة القرار" شعار لم يرق للحرس القديم، وجعله في صدام غير معلن مع توجه الرئيس.
ومع مطلع المأمورية الثانية لولد عبد العزيز يلاحظ أن الرجل لم يكن وفيا لشعاره "تجديد الطبقة السياسية" بدليل أن من يحيطون به في القصر الرئاسي من بينهم رموز بارة في عهد ولد الطايع، الذي قال ولد عبد العزيز إنه ضحى بروحه لتخليص البلاد من ممارساته، كما أن شعار "مكافحة الفساد" بات هو الآخر حبرا على ورق.
فرجال ولد الطايع الذين تربعوا على السلطة نحو ربع قرن من الزمن – وبعضهم متهم بالفساد، والاستبداد- يعيد لهم ولد عبد العزيز الثقة، والنفوذ، وكأن نظام ولد الطايع قطع رأسه فقط، وبقي جسمه الآخر كما هو.
زيدان ولد احميده، لمرابط سيد محمود ولد الشيخ احمد، كابه ولداعليوه، أحمد ولد تكي (سفير موريتانيا في إسرائيل) حماده ولد اميمو، محمد ولد ابيليل.... والقائمة تطول، كيف يستقيم شعار تجديد الطبقة السياسية مع وضع هذه الشخصيات في الواجهة؟؟!
وإذا كان المتهمون بالفساد يعينون في مناصب عليا،فأين هي سياسة محاربة الفساد؟
ويختلف تحليل المراقبين لتمسك ولد عبد العزيز برموز نظام ولد الطايع، فالبعض يرى أن هؤلاء هم من يمسكون بخيوط اللعبة السياسية،ويمتلكون خبرة في تثبيت الحكام، وتسويقهم لا يمكن لأي رئيس الاستغناء عنها.
بينما يرى آخرون أن ولد عبد العزيز بات أسيرا لهذه اللوبيات التي عادة ما تزين للحاكم سوء عمله، وتمتلك كفاءة عالية في ذلك، وفي انتظار أن يصبح تجديد الطبقة السياسية خيارا، لا شعارا يبقى على الشباب، والقوى الصاعدة أن تنتظر، فالحرس القديم لن يترك مقاعده الأمامية بسهولة، وبين عشية وضحاها.