هل تحولت موريتانيا إلى "لبنان إفريقيا"؟
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ السبت, 14 كانون1/ديسمبر 2013 10:31
تنامت على مدى الأشهر الماضية ظاهرة انتشار العشرات من المواطنين السوريين في شوارع انواكشوط، وحتى بعض المدن الداخلية، وقد أخذت هذه الظاهرة في الازدياد شيئا، فشيا، حتى بات مشهد هؤلاء اللاجئين السوريين، وهم يتكففون المارة جزء من ملامح المشهد في انواكشوط، تلاحظه أينما يممت وجهك في هذه المدينة المترامية الأطراف.
وتطرح هذه القضية إشكالية كبيرة على الدولة، والمجتمع – خصوصا على المدى البعيد- صحيح أن الواجب الديني، والإنساني، والأخلاقي يملي علينا مد يد العون لإخوتنا السوريين الغرباء، وثقافتنا الاجتماعية تملي علينا ذلك، لكن ما يغفل عنه الجميع هو أن طيبوبة الشعب الموريتاني، وكرم ضيافته قد يكون كلام حق يستخدم في الباطل، بحيث سيدفع الآلاف من اللاجئين السوريين إلى التدفق نحو موريتانيا، ويشجعهم على الاستقرار فيها، والانتشار في المدن الداخلية، خصوصا أن ما يجده اللاجئ من معاملة، ومساعدة في انواكشوط أفضل له بكثير من التجمد بردا على الحدود اللبنانية، أو في مخيمات الأردن، وتركيا التي تعيش أوضاعا مزرية.
بعد مرور سنوات قليلة قد تجد الدولة الموريتانية نفسها أمام واقع ديمغرافي جديد، وتصبح موريتانيا دولة من دول اللجوء مثل لبنان، والأردن، وسوريا سابقا، بما يعنيه ذلك من تبعات داخلية، وخارجية.
وإذا كان استقبال هؤلاء اللاجئين السوريين، ومساعدتهم مسألة سهلة، فإن التخلص من أعبائهم مستقبلا قد لا يكون بالسهولة التي يتصورها البعض، لذلك على الدولة، والمجتمع أن يتعاملا بحذر مع هذه القضية ليقوم الجميع بواجبه الأخلاقي تجاه إخوتنا السوريين، وفي نفس الوقت نضع في الاعتبار أمننا القومي، ومستقبل سياستنا، حتى لا نرتكب أي خطأ استراتيجي، قد نندم عليه حين لا ينفع الندم.