إلى معالي الوزير ................
معالي وزير التهذيب الوطني
عفوا وزير التعليم الأساسي والثانوي
عفوا وزير التهذيب الوطني
عفوا وزير التعليم الثانوي والتعليم العالي والبحث العلمي
عفوا وزير الدولة للتهذيب
عفوا وزير التعليم الثانوي
لا تلوموني -معالي الوزير- إذا لم أعد أعي ما أقول والتبس علي ما به أناديكم واسمحوا لي إذا بدوت مرتبكا مرتجلا عاثرا، فكذلك صار القطاع في عهد من يأتي بكم، إنه حقل تجارب قيصرية عبثية، لذا فنحن في حيرة مما ندعوكم به في المرحلة التي ستصاحبوننا فيها من سلسلة تلك التجارب، وأيا تكن تلك الهيئة فأهلا ومرحبا بكم معالي الوزير وهنئيا لكم بالمنصب الجديد أو بتجديد الثقة الذي حظيتم به.
معالي الوزير هل تعلم أن أستاذا من السلك الثاني تجاوزت أقدميته 20 سنة راتبه لا يزيد على سنوات خدمته بأكثر من مائة ألف أوقية، وقد بلغ كغ اللحم 2000 أوقية وبلغت تكلفة النقل اليومي للشخص الواحد 600 أوقية ولن أطيل عليكم ببقية قائمة أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية، فأي خدمة تتوقعونها من فئة لا يسد راتب الفرد منها ربع حاجياته لا سيما حين يرى من يماثله أو يقصر عنه في المؤهل وهو يتقاضى راتبا يضاعف راتبه في قطاعات أخرى ؟
معالي الوزير هل تعلم أن علاوة التجهيز لا تتجاوز 20000 أوقية سنويا وأنها تصرف بطريقة مهينة جدا، وأنها هي العلاوة الوحيدة الخاصة بالتعليم منذ 3سنوات، وأنها لما تصرف لحد الساعة، وقد تعهدت الوزارة في عهد بعض أسلافكم بزيادتها وتغيير طريقة صرفها لكن عرقوبا ما زال يفرض نفسه مثلا.
معالي الوزير هل تعلم أن نظام الأسلاك -وهو مطلب جوهري لدى الأساتذة-
تعرقله حكومتكم القديمة الجديدة؟ ولم نستطع أن نحصل من لقاءاتنا بمعالي الوزير الأول على طائل غير ابتسامة التلقي والتوديع.
معالي الوزير هل تعلم أن ثمة العديد من التعهدات لا تحتاج كبير ميزانية؟ وسيستفيد منها الأساتذة وتسهم في انسجام الفرقاء التربويين ولا تفتقر إلا إلى النية الصالحة والمتابعة الصادقة؟ وذلك كإلغاء تكوين أساتذة السلك الأول الحاصلين على المتريز وكفتح مسابقة المفتشين أمام الأساتذة وإعادة المبالغ المقتطعة إلى أصحابها، وكاحترام معايير الترقية والتحويل والإشراك الفعلي للنقابات فيما يتعلق بالعملية التربوية وخاصة تسيير المصادر البشرية وهو أمر ضعيف إن لم يكن غائبا عند سلفيك الأخيرين أو عندك في نسختك الماضية إن كنت ستخلف نفسك.
معالي الوزير هل تعلم أن ثمة بقايا من مذكرة 174|2012 سيئة الصيت وهي يسيرة ولكنها ملحة وأن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن استدامة الظلم كابتدائه؟
معالي الوزير هل تعلم أنك تقدم على مساعدين قل منهم من يتمتع بالخبرة والصدق والنصح؟ فلا تتوقع منهم أن يكاشفوك بالحقائق، بل توقع منهم أن يخبروك بأن التعليم في موريتانيا يتفوق على التعليم في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، وسيخيلون إليك أنه لا يوجد قطاع يتمتع بما يتمتع به التعليم الثانوي من علاوات وامتيازات، وأن كلام النقابة كلام المعارضة وأنها شرذمة من التواصليين.
وهل تعلم يا معالي الوزير أننا ترددنا على من يفترض أنهم أصحاب القرار من مساعديك لمرات ومرات وكتبنا أكثر من ثلاث رسائل فيما مضى من هذه السنة الدراسية وكان كل ذلك بلا جدوى.
معالي الوزير هل تعلم أن وصفكم المناسب إذا كان الحكم للأكثرية أنكم وزير العقدويين؟ فقد أخلى أسلافكم قطاع التعليم الثانوي من الأساتذة واعلم أن رواتب هذه الأكثرية تأخرت أربعة أشهر تباعا وأن هذه الأكثرية لم تتلق أي تكوين تربوي وأن منها من لا علاقة بين شهادته ومادته المدرسة. لكن بعض أسلافكم اكتشفوا لهم مزية عظيمة -يهون في سبيلها إفساد التعليم والتضحية بالأجيال- وهي أنهم لا يضربون، وقد كان فكر بعض أسلافكم منصبا على الحد من الإضراب ومحاصرة العمل النقابي، هذا مع ما في تلك الأكثرية من خفة الأعباء المالية وقضاء حاجات الأهل والأصدقاء.
معالي الوزير هل تعلم أن في الوزارة فوضى تحويلات لا تقتصر على ولايات الداخل بل تشمل ولاية انواكشوط؟ في حين يرفض مساعدوك توقيع مبادلات بين أساتذة من نفس السلك والمادة ولا يهتمون بدراسة حالات لم الشمل والحالات المرضية فذلك خارج عن نطاق الزبونية التي هي المعيار الأبرز منذ سنتين في تعيينات وتحويلات الوزارة.
معالي الوزير لا شك أنكم تدركون أن لرئيس الجمهورية برنامجا في التعليم بوصفه من أهم القطاعات التي تهم المواطن، لكن ما يجب أن تعلموه أنكم مطالبون بتنفيذ هذا البرنامج الذي ما زال وافرا في غير الواقع، رغم ضآلة ما تبقى من المأمورية، أي أنكم تحتاجون إلى تضحية خاصة أو بركة تغشاكم لتنجزوا في شهر إنجاز سنة وليس ذلك بعزيز على رجال المهام الصعبة.
وليكن في علمكم أننا في أيامنا هذه نطوي صفحة عام كامل على إسدال الستار على مسرحية المنتديات العامة للتعليم التي كانت سيئة السيناريو والحوار والإخراج وكان أداء الممثلين على خشبة قصر المؤتمرات باهتا متكلفا رغم الأضواء والديكور، لقد انتهت المسرحية لكن الأسئلة عن أصدائها ما تزال مطروحة فلماذا تتجاهل الحكومة نتائج تلك المنتديات حتى لا تصدق الدعوى بأنها مسرحية؟
معالي الوزير هل تعلم أن الأساتذة سئموا من الانتظار كما أعرب عن ذلك بيان منسقية النقابة في ولاية انواذيب الذي أتوقع أنكم قرأتموه، وقد علمتنا التجربة أن سخونة النضال تبدأ بتحمية المناطق الداخلية.
معالي الوزير أرجو أن تفهموا الرسالة بعيدا عن منهج أسلافكم في العناد والشطط، الذي سينصحكم به بعض مساعديكم كما نصح به من قبلكم، واعلموا أنكم لا تتحملون المسؤولية اليوم لكنكم ستتحملونها بعد قليل، حين تنجلي أمامكم غيابات الأمور، وأرجو أن تسهم هذه الرسالة في تجلية تلك الغيابات وأن لا يتطلب ذلك وقتا طويلا.
محمدن بن الرباني الأمين العام للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي (SIPES)