حبيب و " رحلة البحث عن الطلاسة التي لا تنتهي "
كان يدرسنا أستاذ مغربي مادة الرياضيات
كنت "حمارا" حقيقيا فى تلك المادة وأكبر درجة حصلت عليها طيلة دراستي في المادة لاتتجاوز 12درجة كانت "بيضة ديك".
كان المغربي صارما وكان يدرسنا بالفرنسية غالبا
ذات تصحيح لأحد الاختبارات أمسك ورقة وهو يقول:" وين لحمار اللى كيكتب الهديان فالواراقا أديالو؟"
لم ينطق أحد، أنا وحدي عرفت أنه يقصدني لكنني تعمدت السكوت مع الجماعة.
كان غاضبا جدا ومنفعلا وعصبيا كيف لا والورقة تحمل علامة الصفر
وبطريقة الصعق الكهربائي نادى باسمي ورقمي وهو يقول:"حتى شي جوج نقطة ما اقدرت اتحصلها أمنين أمش الدماغ أديالك؟"
أمرني بالتوجه إلى السبورة ليعاقبني بحل معادلة أمام التلاميذ ليريهم درجة غبائي
كان يوما عصيبا
ارتج علي وضاقت علي القاعة بما رحبت وزلزلت زلزالا شديدا
هذا موقف عسير لا تخرج منه السخرية ولا يجابه بقوة الشخصية ولا بطول اللسان فالآن الخبرة بالرياضيات هي وحدها القادرة على إخراجي من دائرة الحرج الشديد
فكرت بسرعة والأستاذ يناولني طبشورا بعد أن كتب "طلاسم" عديدة قال إنها "معادلات" علي أن أحلها لأكتشف أنه لا توجد طلاسة
قلت له : أستاذ هذا من أبسط الاختبارات سأحضر الطلاسة من الإدارة وأعود
أعطاني الإذن لأحضر الطلاسة
خرجت قبل 26 سنة لأحضر الطلاسة ومنذ ذلك اليوم لم أعد لحصة ذلك الأستاذ الذي لا أعرف عنه أي شيء الآن فمازلت في رحلة البحث عن الطلاسة.
من صفحة حبيب على الفيسبوك