هل سيصادر الأمن حريتنا في التعبير؟!
كم هو مضحك، ومبك، ومؤسف أن يحاول البعض اختزال دور جهاز أمني هام في سجالات صحفية، ترفع عنها السياسيون، لقد تابعت باستغراب، وخيبة أمل منشورا في موقع "الحرية نت" ورغم أنني درست الأجناس الأدبية في الجامعات، وأدعي "التطفل" على الصحافة إلا أنني لم أستطع تصنيف منشر (الحرية) ذلك، فلا هو قصيدة من الشعر الحر، أو خواطر – كما يبدو من شكله على الورق، والطريقة التي كتب بها (التشكيل البصري).
ولا هو كذلك مقال رأي، لعدم احتوائه على آراء متماسكة معبرة، وليس تحقيقا صحفيا إطلاقا، إذ ليس فيه من شروط ذلك أي شيء، هو إذا أقرب إلى "محضر اتهام" تعوزه الأدلة، ويفتقد حسن السبك، وتماسك الأفكار.
وما دام من سطر هذا المنشور ذكر اسمي شخصيا فإنني أرى من واجبي تبيين الملاحظات التالية:
أولا: لقد دأبت على إنجاز تقارير شبه يومية عن نجاحات قطاع الأمن (الشرطة) وأتنقل دائما لأصور عمليات القبض على مجرمين، وأعد تحقيقات حول ذلك، وكل ذلك موجود في موقع "الوسط الإخباري" الذي أتشرف بإدارته، ويمكن الرجوع إليها في أي وقت، ما يدحض تهمة "التحامل" على الأمن التي حاول المنشور توجيهها لي.
ثانيا: أشدد هنا على أن هذا المنشور لن يجعلني أتحيز ضد قطاع الشرطة أبدا، كما لن يجعلني أتقرب من قطاع أمني آخر، لن أفعل أيا من ذلك، لا رغبا، ولا رهبا.
ثالثا: أجدد الفكرة التي ذكرتها في المقال الذي أثار حفيظة من كتب منشور الحرية وهي: أنني أومن بأن أدوار الأجهزة الأمنية يجب أن "تتكامل" ولا تتصارع، والتنافس يكون في إنجاز الواجب، وخدمة المواطن.
رابعا: أستغرب لماذا ذكرني بالاسم من كتب منشور الحرية، ولم يذكر هو نفسه، ما يعني أنه كتبه بعقلية "بوليسية" تعتمد نظرية المؤامرة، وتفترض سوء النية مسبقا، وتتعامل مع الصحفي الذي يكتب ما يخالف هواها "كمدان" حتى تثبت براءته!!
خامسا:أأكد أن الأفكار التي وردت في مقالي الأول، مؤمن بها، ومستعد لتبريرها، والدفاع عنها، لذلك وقعت المقال باسمي، ولم أكتب "شطحات" بلا عنوان، وبلا مضمون، وبلا توقيع.
سادسا: إن هذا المنشور يطرح أسئلة خطيرة، ويدق ناقوس خطر... فهل تحول دور الأمن من حفظ أمن المواطن، وممتلكاته، والسهرة على راحته، وحريته، إلى دور "الرقيب" الذي يتابع كل ما تنشره الصحافة ليوزع التهم جزافا على من لا تروق له أفكارهم؟؟ لقد تجاوزت الحرية في التعبير حدود السيطرة، وعلى الأمن أن يجد طريقة للتعامل مع حرية التعبير غير الاتهام، والتخوين.
عاشت موريتانيا بأجهزتها الأمنية المختلفة، التي نتمنى لها جميعا بدون استثناء كل الرقي، والتطور، لأنها باقية بقاء الدولة الموريتانية، والأشخاص كلهم إلى زوال.
سعدبو ولد الشيخ محمد