الشيخ الددو بين "الاختطاف" و "الاستهداف"
شهدت قاعة المداولات بمجلس الشيوخ يوم أمس الأربعاء سجالا من نوع خاص، وتعالت الصيحات، وخرج الشيوخ عن هدوئهم المعهود، وتم تبادل عبارات نابية، لا تليق بالمقام، والسبب لم يكن خلافا حول مشروع قانون قدمته الحكومة، ولا تباينا في الآراء بشأن موقف سياسي، إنما كان السبب هو الهجوم، والدفاع على، وعن الشيخ محمد الحسن ولد الددو.
ويرى عديد المراقبين أن هذا النوع من المداولات، والسجال ليس هو ما ينتظره المواطن من ممثليه في البرلمان، فالشيخ محمد الحسن ولد الددو ليس "متهما" حتى يدافع عنه، وليس "عدوا" حتى يهاجم، وقاعات البرلمان ليست محاكم قضائية، ولا هي مخافر الشرطة القضائية.
فإثبات "الولاء" أو "البراء" ل، أو من الشيخ الددو يفترض أن يكون في إطار المنتديات، والمنابر السياسية، وليس تحت قبة البرلمان، الذي هو برلمان موريتانيا، وليس برلمان، النظام، أو الإخوان.
إن محاولة البعض "شيطنة" الشيخ الددو، وتحويله إلى خطر يتهدد البلاد، والعباد لن تنطلي على أحد، فالرجل رجل سلم، وسلام، وهو مكسب لموريتانيا، باعتباره من أهم الشخصيات العلمية، الإسلامية على مستوى العالم.
لكن محاولة البعض الآخر "اختطاف" الشيخ الددو، وتبنيه باعتباره "ماركة مسجلة" باسمه، لا يحق للآخرين الحديث عنه، دفاعا، أو نقدا، تلك المحاولة تسيء إلى الشيخ الددو أيما إساءة، وتقزم دوره، وتنقص مكانته، من شخصية جامعة، إلى شخصية حزبية، تصنف في خانة طرف واحد.
لقد بالغ البعض في تبنيه- حتى لا أقول اختطافه- للشيخ الددو، وبدا ملكيا أكثر من الملك، ينسب للشيخ الددو ما لا يدعي لنفسه، وينفي عنه ما لا ينفيه عن نفسه، وكأنه ناطق رسمي باسم العلامة الددو، ونحن نعرف أن الإنابة عن الحاضر لا تستقيم، فالشيخ الددو – ما شاء الله – يجوب العالم شرقا، وغربا، وينظم يوميا المحاضرات، ويجري المقابلات الصحفية مع الفضائيات، والصحف، والمجلات، ومع ذلك لم يصرح بأي موقف من بعض القضايا التي يخوض فيها من يتبنونه، أو يختطفونه.
إن هذا "الاستهداف" و"الاختطاف" الذي يتعرض له العلامة الددو يطرح سؤالا حول من يستفيد من من؟ ويخلق نوعا من الصراع الوهمي بين النظام، والعلماء، وهو صراع لا وجود له في الواقع، فرئيس الجمهورية استقبل قبل يومين وفدا من العلماء المقربين من الشيخ الددو، ونقل عن العلامة الددو قوله: إنه لا توجد لديه أي مشاكل مع النظام الموريتاني، فلماذا يصر البعض على إقحام العلامة الددو في معركته السياسية مع النظام؟! أولا يعتبر استغلال العلماء بهذه الطريقة إساءة إلى مكانتهم الرفيعة؟؟ ولماذا لا يتهم الشيخ الددو نفسه النظام بأنه يمارس عليه الظلم، والجور؟؟
الإجابة لا تخرج عن احتمالين: فإما أن يكون الشيخ الددو يعلم أنه يتعرض لظلم من النظام، لكنه يفضل كتمانه، والصبر، لحسابات تخصه، وإما أن يكون العلامة الددو مقتنعا أنه لا مشكلة لديه مع النظام، لذلك تجنب الحديث، وفي كلتا الحالتين كان على من يختطفون الشيخ الددو أن يكفوا عن الزج به في معركة لا يريدها.
إن على بعض الأوساط في الأغلبية أن تكف عن محاولاتها التقرب إلى النظام بالنيل من العلماء، أو ثوابت الأمة، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يطلب رضا المخلوق بسخط الخالق، كما أن على بعض النخب السياسية المعارضة أن تكف عن جعل العلامة الددو وقودا لحربها ضد النظام، فالشيخ الددو أكبر من ذلك، وأسمى.
سعدبوه ولد الشيخ محمد