حنفي ولد دهاه يتحدث عن أصداء مقابلته مع جميل منصور
لا يستطيع أحد أن ينكر أن رئيس حزب تواصل جميل ولد منصور كان بارعا في حواره البارحة، فهكذا هو دائما يمتلك موهبة تشقيق الكلام وترسيله.. إلا أنني أربأ ببعض صحفينا أن تستوقفه الأبهة اللفظية التي يتمتع بها ولد منصور، فتحجبه قشور الإجابات مطلية ومغشّاة و مضببة و مموهة عن أن يكشف عن خالص لبها.
لو كانت شخصية في بلد غربي بوزن جميل ولد منصور قد تحدثت للصحافة في مقابلة مستوعبة كمقابلتنا مع جميل، لكانت الصحافة قد أبكرت عليها بكورَ الطير لتتناولها بالنقد والتمحيص جوابا، جوابا، وقطع غيار. وهذا هو ما يسمونه في الغرب ب"رائحة الخبر". سيقولون لقد كان الرجل مقنعا في حديثه عن هذا متوسط الإقناع في ذاك غير موفّق البتة في ذلك. أما صحافتنا فمنها من أصبح يكيل المدح والتزكية الشاملة ل"فخر الحركة الإسلامية" و "غرتها". إنها صحافة مجاملات، وليست تلك الصحافة التي قد تجرح حقائقها المطلقة أو تمدح بصفة مطلقة. ثم إننا كنا في حوار صحفي ولم نكن في مناظرة أو نقاش، حتي يتحدث المتحدثون عن منتصر وخاسر. ولو كان لي أن أجانب الحياد الذي يقتضيه موقفي كمدير للحوار لأبنت لمتظاهري الفايس بوك من غلمان تواصل أن الأستاذ جميل بارع في ملكاته الخطابية، مناور، يتقن كما كان فرانسوا ميتران فن التهرب من الأسئلة، ولكنه لم يحز في مفصل ولا أصاب شاكلة رَمي ولا وضع هناء موضعَ نقب. وللجراد المنتشر على الفايس بوك منذ البارحة أقول: عليّ نحت القوافي من معادنها.... وما عليّ إذا لم تفهم البقر!
نقلا عن صفحة الزميل حنفي ولد الدهاه على الفيسبوك