عــــاجل: التلفزة تقصي خيره بنت الشيخاني من المسابقة
مع بداية تعيينها كأول امرأة تدير التلفزة الموريتانية استبشر البعض بإمكانية حصول تغيير جذري في أسلوب هذا المرفق الحيوي، ووضع حد للزبونية، والمحاباة، والارتجال، وغياب الرؤية.. وهي سمات ميزت عمل التلفزة الموريتانية منذ تأسيسها مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
بدأت المديرة الجديدة للتلفزة بخطوات اعتبرت جريئة، وغير مسبوقة، صنفها البعض على أنها بداية فعلية لتحريك المياه الراكدة في التلفزة، وإحداث قطيعة مع الماضي، بينما رآها آخرون نوعا من تصفية الحسابات، أو هي إرهاصات ل "المراهقة" بمفهومها الإداري، وفساد بالطريقة الحديثة.
بعد أشهر من تعيينها طردت خيرة بنت الشيخاني العديد من الصحفيين، الذين أمضوا سنين عديدة في الخدمة، بينما هاجر بعضهم بفعل أسلوب الإدارة الجديد، ثم أعلنت المديرة الجديدة عن مسابقة كبيرة هي الأولى من نوعها في تاريخ التلفزة، ترشح لها المئات من الشباب الهاربين من جحيم البطالة.
أجريت المسابقة على ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى فرز الملفات، وإعلان المقبول، والمرفوض، والمرحلة الثانية كانت الامتحان الكتابي، والثالثة التقويم الشفوي، وكل هذه المراحل رافقها جدل كبير، يتجاوز جدل الفائز، والخاسر التقليدي، إلى تسجيل خروقات قد تعصف بمصداقية المسابقة.
أنا شخصيا كنت شاهدا من أهلها، ورغم ثقتي برئيس اللجنة المشرفة على المسابقة د/ الحسين ولد مدو، إلا أنني لاحظت وجود أسماء بين الناجحين في اللائحة النهائية لصحفيي اللغة العربية، وقد شاهدت بعضهم يوم التقويم الشفوي يرتعش، ويكاد يغشى عليه من الخوف، والارتباك، ويكاد لا يستطيع النطق بجملة عربية صحيحة مفيدة، لكنه يدعي الإلمام بلغة أجنبية، فهل إلمامه بتلك اللغة الأجنبية مغلب على جهله باللغة العربية، التي هي المطلوبة في المسابقة؟؟ ثم هل من يعجز عن الكلام بلغة الضاد يستطيع أن يكتب نصا متماسكا، خاليا من الأخطاء، حتى يتفوق في الكتابي ؟؟!
في الحقيقة أنا شخصيا طلبت مني اللجنة في التقويم الشفوي أن أتقمص شخصية مذيع ينقل على الهواء مباشرة جلسة التقويم تلك، وقد لعبت الدور بطريقة جعلت أعضاء اللجنة ينفجرون ضحكا، وإعجابا – كما قالوا- وكم تمنيت أن تكون المسابقة الشفوية فعلا منقولة على شاشة التلفزة مباشرة، حتى يعرف الجميع الغث من السمين، حتى لا أقول الخبيث من الطيب.
بعد فرز النتائج تفاجأت بتصنيفي في مرتبة لم أصنف فيها في جميع ما أجريت من امتحانات علمية، ومهنية، بدء بالباكالوريا، وحتى "ماستر" وكذلك عديد مسابقات التوظيف، حيث كنت دائما إما أن أنجح، وإما أن أرسب، أما المرحلة البرزخية (الانتظار) فلم أجد نفسي فيها أبدا قبل مسابقة التلفزة.
أسدل الستار إذا على أول مسابقة بهذا الحجم تنظمها التلفزة الموريتانية، وأعلنت التلفزة الناجحين، والراسبين، والمنتظرين، المتربصين، لكن ما لم تعلنه التلفزة هو تصنيف المديرة خيرة بنت الشيخاني، وفي أي اللوائح جاءت؟؟
كان على اللجنة أن تفعل ذلك، فإن كانت المديرة نجحت في امتحان التسيير نهنؤها، وإن كانت رسبت نطالبها بإفساح المجال لغيرها، وإن كانت السيدة المديرة في لائحة الانتظار نقول لها :"انتظري إنا معك من المنتظرين".
سعدبوه ولد الشيخ محمد