شخصية المفوض ولد مرزوك بين التقزيم و التضخيم/ عال ولد يعقوب
مع أنه يندر أن يوجد على الأرض حاضراً أو مستقبلاً شخص سوي تام السواء في صفاته وطباعه كلها ، كما قيل:
" من لك بالمهذب الندب الذي ... لا يجد العيب إليه مختطى" ،إلا أنه من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله) أو كما قال سعيد بن المسيب.
و رغم أنني أعترف قبل كتابة هذه السطور بأني عديم الخبرة في فن التلميع أو التلفيق الإعلامي و غير ذلك من مهن الاسترزاق و الخداع،إلا أنني أرى من واجبي أن أثير بعض الأسئلة المتعلقة بخصوص هجوم بعض المواقع الإلكترونية الوطنية على بعض الشخصيات الموريتانية التي أصبحت علما و مفخرة للوطن، وهي كالشمس لا يمكن حجبها بواسطة غربال، متسائلا لمصلحة من يتم استهدافها، رغم اعتزالها للتجاذب السياسي الحاصل في الوقت الراهن؟ هل ذلك لكونها مادة إعلامية دسمة ؟ أم أنه الحسد الذي جبلت عليه بعض النفوس؟
لا شك في أن المفوض محمد سالم ولد مرزوك (بعيدا عن التضخيم) شخصية سياسية وقيادية من المستوى الرفيع، تحظى بتقدير دولي و وطني كبيرين، و هي لا تحتاج إلى التلميع، كما لا ينقصها أو يزيدها إذا كانت مديرا لحملة ولد عبد العزيز أم لم تكن، لأنها اكتسبت شهرة دولية و مكانة متميزة في الهيئات و المحافل الدولية بفضل نجاعتها في التسيير الناجح و قدرتها على القيادة و تحقيق المشاريع و الإنجازات الكبيرة. ولكن كأي شخصية ناجحة لها من يحسدها و يتمنى لها الفشل و التقزيم دون أن يكون ذلك بدوافع غير الغيرة و الحقد الدفين المنبعث من قلوب ضعيفة مليئة بأمراض تستعص على العلاج، لأنها اخترقت اللحم و نخرت العظم.
و سواء كان ما تداولت بعض المواقع الإلكترونية فبركة إعلامية أو تحاليل عميقة أو تسريبات مقصودة، فإن صورة ولد مرزوك لدى الرأي العام الوطني و الدولي ستظل شامخة و مجلسه لن يخلو من الأصدقاء و الزملاء و العقلاء الذين يجدون في الرجل صديقا وفيا كتوما لأسرارهم و كتفا يسندون إليها أثقالهم.
قد نتفق مع الكثيرين في أن ولد مرزوق من رجالات ولد الطايع البارزين و لكن من هو الشخص الذي يوجد في هذا النظام ولا يحمل ماركة " طائعية "،ربما يتمتع الرجل بمزايا كثيرة لا توجد لدى أقرانه ممن خدموا نظام ولد الطايع فهو لم يصل حد الإنزلاق في النفاق البيروقراطي العلني الذي جعل البعض يقول بأنه سيحاكم ولد الطايع إذا لم يترشح وغيرذلك من الأقوال أو الأفعال التي سجلها التاريخ على بعض رموز هذا النظام الذي يقول البعض أنه امتدادا لنظام ولد الطايع!
و مهما يكن رأينا في الرجل فهو لم يطلق حملة حتى الآن على الأقل لا لنفسه و لا لغيره، ولا أعتقد أنه يريد فرض نفسه على أي كان، ولا مصلحة له في شيطنة الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
عال ولد يعقوب