أقيل المفوض .. . فما ذنب الخازن، و بقية الكادر ؟ّ!
انبرى عدد من الأقلام بعد حادثة "الشاحنة" لسلق مؤسسة من أعرق مؤسسات الدولة الموريتانية، و أهمها على الصعيد الوطني، هي مفوضية الأمن الغذائي،واتهام أطرها من غير بينة بالفساد و الزبونية، في محاولة يائسة لابتزاز بعض المسؤولين بها من خلال اتهامهم دون دليل قاطع، عكس ما حصل في قضية الشاحنة التي كانت دليلا و سببا كافيا لإقالة المفوض.
و في هذا السياق طالعنا أحد المواقع الالكترونية بخبرين لا مصداقية لهما عن خازن المفوضية المهدي ولد امبارك ولد اجاكلي الذي هو مجرد موظف على عتبة المعاش قضى عمره في خدمة وطنه كغيره من الطاقم المتيز الذي يعمل بشكل متناغم منذ عقود،ذنبه- حسب الموقع- فقط أنه تعاقب عليه مديرون كثر منهم الصالح و منهم الطالح(الكلام مقتبس من موقع حرية ميديا) و في ظل أنظمة مختلفة، و ليس لأحدهم عليه مآخذ.
من المعروف أن لا أحد من هؤلاء الموظفين له صلاحية الأمر بالصرف في هذه الموسسة لأن تلك الصلاحية تقتصر على المفوض وحده، فلماذا التهجم على كوادر هذه المؤسسة؟
من السهل على من يبحثون عن أخبار مثيرة أن يقعوا ببساطة في فخ المعالجات السريعة، و ينتهكوا حرمة أعراض الموظفين في هذا الشهر الكريم لمجرد التشهير بهم من أجل مرضاة بعض المتسولين ممن يدعون مهنة الصحافة، و سلاحهم في ذلك الافتراء بهدف فتح قناة مع الشخص المستهدف لابتزازه،بعيدا عن أخلاقيات المهنة، و التحري عن صحة الخبر و صدقية المخبر، إذا كان له وجود أصلا، و هو ما يشكل إهانة واضحة لفعالية " السلطة الرابعة".
و إذا كانت حرية الصحافة قد خطت خطوات كبيرة في بلدنا في ظل النظام الحالي إلا أنها أضحت اليوم و أكثر من أي وقت مضى وسيلة جشعة للتسول، و الابتزاز و نشر الأكاذيب ، و هو ما يستدعى - حسب الكثيرين- من السلطات المعنية أن توجه إنذارات لأدعياء هذه المهنة، و متسويلها بإيقاف نشاطهم، إذا لم يتوقفوا عن اتهام الناس جزافا،لأن اتهام الناس من غير بينة ،مخالفة صريحة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد جاء في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (البينةُ على المدّعي، واليمين على من أنكر ). فأي إدعاء يقع على أي إنسان لا بد وأن تقوم عليه بينة ، لأن الإسلام شدد في حقوق المسلمين وجعل ذلك من الضرورات، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبة الوداع في اليوم المشهود : (أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ).
عال ولد يعقوب