هذا ما سيقوم به ولد عبد العزيز بعد تنحيه عن السلطة.. (خـاص)
تتجه أنظار الشعوب عادة إلى حياة رؤسائها بعد مغادرتهم سدة الحكم في بلادهم، وتختلف طبيعة تلك الحياة، ونمطها، وتتعدد الأدوار التي يلعبها الرؤساء بعد فترة حكمهم، تبعا لطريقة مغادرتهم السلطة، والظروف المصاحبة، وشخصة الرؤساء، وإنجازاتهم، وإخفاقاتهم في السلطة.
واليوم في موريتانيا يدور الحديث على نطاق واسع عن الدور الذي سيلعبه الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد سنة 2019 عندما يغادر الحكم في انتخابات رئاسية عادية مع انتهاء مأموريته الأخيرة حسب الدستور، وإذا نظرنا إلى رؤساء موريتانيا السابقين نلاحظ أن أدوارهم اختلفت بعد تركهم السلطة، وأنماط حياتهم تباينت بعدها، فمنهم من فضل الإقامة في الخارج، في منفى اختياري، واكتفى بمراقبة الوضع في بلده دون أن يكون له أي موقف معلن، أو مساهمة من أي نوع، في ما يشبه التقاعد السياسي، ومن الرؤساء السابقين للبدل من طبق نفس الأسلوب، لكنه اختار الإقامة في بلده، والتفرغ للعبادة، والدخول في مـُعتكف سياسي أبدي، في حين اختار رؤساء آخرون أن يجربوا حظوظهم في العودة للسلطة من جديد عن طريق الانتخابات، وكانت هذه التجربة قاسية، ومخيبة للآمال، حيث لم يحصل هؤلاء الرؤساء السابقين على نسبة تذكر من أصوات الشعب في تلك الانتخابات التي ترشحوا لها، وهناك مثال آخر شاذ، فضل فيه بعض- أو أحد على الأصح- الرؤساء السابقين لعب دور المشاكس، والمـُعكر لصفو الأوضاع في بلده، ولعب دور سلبي، بالتعاون مع أطراف في الخارج (أشخاص، ودول).
جميع المؤشرات، والمعطيات تؤكد أن هذه النماج كلها ليس من بينها ما يغري الرئيس ولد عبد العزيز ليحذو حذوه، فالرجل لن يتوارى عن الأنظار، ويترك البلد لمصيره، كما أن ولد عبد العزيز لن يتعاون مع أطراف في الخارج ليكون أداة لها في تنفيذ أجندتها ضد بلده، والرجل لن يحزم حقائبه ويهجر وطنه ليقيم في دولة خارجية، وبالتأكيد لن يحاول ولد عبد العزيز خلق المشاكل، ووضع العصي في دواليب حكم خلفه.. ما الذي سيفعله الرجل إذا..؟ وأي دور سيلعبه بعد مغادرته السلطة بعد سنتين ونيف ؟؟.
لقد بدأت ملامح الإجابة عن هذه الأسئلة تتضح شيئا فشيئا، بعد تأكيد ولد عبد العزيز شخصيا أنه لن يغادر معترك السياسة، ما يعني أن طموحه لمواصلة مشواره يبقى قائما لكن وفقا للأطر الدستورية، وهنا من المرجح أن يعود ولد عبد العزيز للشعب، ويكرس وقته للتواصل مع أنصاره، بعد أن حرمته مسؤوليات الرئاسة من التواصل المباشر، والمستفيض معهم، وسيبدأ الرجل في شرح ملامح برنامجه السياسي، والحديث عن تجربته الناجحة في الحكم، وما أنجزه للشعب، ويقدم نفسه باعتباره رئيسا ديمقراطيا، تم انتخابه من الشعب، وغادر السلطة احتراما لمقتضيات الدستور، وسيستعين ولد عبد العزيز في مأموريته السياسية خارج القصر الرئاسي بإنجازات ملموسة أنجزها لبلده، ومكانة إقليمية، ودولية مرموقة، وكاريزما خاصة جعلته محبوبا لدى أطياف واسعة من الشعب، وسيستثمر كل ذلك لمصلحة الخيارات السياسية التي سيقررها.
خـاص بموقع الوسط.