لهذه الأسباب انتشرت جرائم القتل في المجتمع الموريتاني (خاص)
يعاني المجتمع الموريتاني مؤخرا من انتشار ظاهرة القتل العمد، وسهولة إزهاق الأرواح لأتفه الأسباب، والمفارقة أن معظم حالات القتل تـُسجل بين الأقارب، والأصدقاء، ويعزوا خبراء علم الاجتماع انتشار جرائم القتل في مجتمع مسلم، مسالم كالمجتمع الموريتاني إلى عادات قبلية مقيتة، حيث يعلم الجاني مسبقا أن قبيلته، وأسرته، ستجتمع مع أسرة، وقبيلة الضحية، ويتم تسوية الموضوع بعيدا عن القضاء، ليخرج القاتل حرا طليقا ربما قبل أن يتم دفن ضحيته، بل إن بعض الأسر تمتنع عن أخذ الدية في حالات القتل الخطأ رغم فقرها وحاجتها بسبب عادات قبلية تقول إن أهل فلان لا يأخذون الدية عادة من أهل فلان، رغم أن القصاص، والدية كل منهما حق شرعي أصيل لذوي القتيل بنص القرآن الكريم..،.
ومع ضعف الوازع الديني والأخلاقي، وسيطرة المسلكيات الشاذة على المجتمع، وتعطيل حد القصاص، فضلا عن العوامل التي ذكرنا بعضها، أصبحت جرائم القتل منتشرة، وأصبح الإقدام على القتل لا يحتاج كبير تفكير من أي شخص، فمن أمن العقوبة أساء الأدب - كما يقال-، حتى بات البعض يقول - متندرا- إننا سنشهد قريبا تشكيل نقابة تسمى "نقابة مرتكبي جرائم القتل"، لأن هؤلاء باتوا موجودين بكثرة بين ظهرانينا، نعرفهم، وبات من الشائع ان يقال لك "فلان ذاك عليه روح"، وكأنها مسألة بسيطة، والمجتمع يتقبلها، والواقع أن من ارتكب جريمة قتل مع سبق إصرار وترصد مكانه مشنقة القصاص، أو السجن المؤبد، وحتى لو عفا أهل الدم، يبقى على الدولة أن تسجن هؤلاء لتدرأ خطرهم على المجتمع، وليكونوا عبرة لمن تسول له النفس الأمارة بالسوء إزهاق روح برئية!!.