باستثاء موريتانيا، دول المغرب العربي على صفيح ساخن(تقرير)
تعيش دول اتحاد المغرب العربي على صفيح ساخن هذه الأيام، وسط غياب تام لمؤسسة اتحاد المغرب العربي، حيث لم يسجل أي دور لهذا الإطار في حل خلافات أعضائه، فباستثناء موريتانيا، تعيش الدول الأعضاء الأخرى على وقع أزمات خطيرة، توشك أن تهدد كيان تلك الدول، فأكبر عضوين على شفير حرب عسكرية، بعد أن وصلت الحرب الدبلوماسية، والإعلامية ذروتها، ويحبس شعبا الجزائر والمغرب، ومن ورائهم شعوب المنطقة أنفاسهم في انتظار ردة فعل توعدت بها الرئاسة الجزائرية جارتها المغرب، بعد أن اتهمتها بالهجوم على شاحنات تجارية خلف ثلاثة قتلى جزائريين، وهو ما تنفيه المغرب بشدة، ويسود اعتقاد واسع بين المراقبين بأن مرحلة التسخين هذه بين المغرب والجزائر ستُتوج بصدام عسكري، والسؤال المطروح هو فقط عن توقيت الصدام وحجمه.
في تونس، لا يبدو الوضع الداخلي بأحسن حال، فالبلد الذي يعتبر مهد ثورة الربيع العربي يعيش انتكاسة ديمقراطية، بعد إقدام الرئيس قيس اسعيد على تجميد عمل البرلمان، واستحواذه على جميع السلطات، وسط حراك سياسي رافض، ووضع اقتصادي خانق، وضغوط خارجية متزايدة، لتبقى تونس في انتظار المجهول، ولا تغيب التهديدات الإرهابية التي تطل برأسها من حين لآخر.
وفي ليبيا، يحاول الليبيون تلمس طريقهم للخروج من بين ركام أحداث عصفت بكيان هذا البلد، وحرب أهلية طاحنة، تخللتها محاولات توافق تنجح وتفشل، ويسود الغموض مصير الانتخابات التي كانت مقررة نهاية العام، وسط حديث عن تأجيلها، ورغم ما عاشته ليبيا خلال السنوات الأخيرة من أحداث دموية وغياب للدولة، إلا أنها تبدو اليوم في وضع ليس أكثر سوءا من نظيراتها بالمغرب العربي باستثناء موريتانيا، التي لا يمكن إلا أن تتأثر بما يجري في محيطها الإقليمي، وما يجمع عليه المراقبون هو أن الشهرين المقبلين سيكونان حاسمين بالنسبة لمستقبل هذه الدول، ومعرفة ما إن كان صوت العقل والحكمة سيسود، لتجنيب المنطقة حربا بين الإخوة الأعداء، وإيجاد تسوية سياسية تعيد تطبيع المشهد السياسي في تونس وليبيا، أم أن رياح المغرب العربي-لا قدر الله- ستجري بما لا تشتهيه سفن شعوبه؟.
خاص بموقع الوسط الإخباري.