الوزراء.. بين الأداء السياسي، والأداء الحكومي
انتدب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وزراء لتنسيق حملة الحزب الحاكم في بعض الولايات، وربما أراد النظام من تلك الخطوة اختبار الأداء السياسي لهؤلاء الوزراء، بعد معرفة أدائهم الحكومي، خلال سنوات، وأشهر من إدارة قطاعاتهم.
وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات شديدة من المعارضة المشاركة في الانتخابات، واعتبرتها استخداما لنفوذ الدولة لصالح الحزب الحاكم، لكن الحزب أصر عليها حتى انتهاء الحملة.
ومع ظهور نتائج الانتخابات البلدية، والتشريعية اتضح أن بعض هؤلاء الوزراء لم يكن أحسن أداء في السياسة، حيث لم ينجح في تحقيق مكاسب انتخابية للحزب الحاكم في الولاية التي كان ينسق حملتها، بينما ظهر أن بعض الوزراء كان ضرره على الحزب أكبر من نفعه – دون تسمية أحد- لكن نتائج الولايات توضح من يعنيه الأمر، فقد حقق الحزب مثلا مكاسب جيدة في ولاية تحسب تاريخيا على المعارضة (اترارزه) حيث حسم العديد من بلدياتها، ونيابياتها، وتأهل للشوط الثاني في مناطق أخرى، بينما فشل وزراء آخرون في الحفاظ على شعبية النظام في ولاياتهم، وبدلا من ذلك تركوا نزاعات عميقة بين المكونات القبلية التي كانت تدعم الحزب الحاكم.
ويرى بعض المراقبين أن أداء الوزراء في الميدان السياسي سينعكس على مستقبلهم في الحكومة، سلبا، أو إيجابا، فرئيس الجمهورية مقبل على انتخابات رئاسية حاسمة، وهو بحاجة لوزرائه المحنكين سياسيا، والقادرين على الجمع لا التفريق، لذلك سيحتفظ بهم، أما أولئك الذين فشلوا في المهمة السياسية فقد يجدون أنفسهم خارج اهتمامات الرئيس، وبالتالي خارج التشكيلة الحكومية.