نساء 2013: عندما تتقدم التمنيات، على الإنجازات!
الإعلام كما هو معلوم يرفع أشخاصا لا عماد لهم، ويهدم إن شاء أصحاب العز والشرف...هذا ما يعرفه أصحاب الدعاية، وممتهنوا التسويق التجاري، والسياسي، لقد طالعنا أحد المواقع الإلكترونية بتصنيفات، وإحصائيات، مثيرة للاستغرب: شكلا، ومضمونا.
فقبل أيام طالعنا هذا الموقع بتصنيف البرلمان الجديد من حيث القبائل، وليس من حيث الأحزاب، علما أن النواب ترشحوا ممثلين لأحزاب سياسية، وليسوا ممثلين لمجموعات قبلية، حيث يمنع القانون إنشاء حزب على أساسي قبلي، أو فئوي، أو عرقي.
واليوم يطالعنا الموقع نفسه بإحصائية أخرى من إحصائياته، خلط فيها "الغث، بالسمين" وجمع فيها بين من يتمنى لهم مكانة مزعومة، ومن انتزعوا تلك المكانة بالفعل، جمع فيها أيضا بين "أعلام" معروفين على المستوى الوطني، وحتى خارج الوطن، وبين آخرين، أو أخريات على الأصح نكرة، لا ذكر لهم خارج دائرتهم الانتخابية مطلقا.
في الحقيقة من يطالع هذا التصنيف، الذي اعتبر من قاموا به أنهم أحصوا أبرز نساء موريتانيا خلال العام الجاري، يدرك بوضوح أنه ليس تصنيفا بريئا، ولم يستند لمعايير واضحة، فمع احترامي لكل الأخوات اللواتي وردن في التصنيف إلا أنني لا أوافق مطلقا على الترتيب الذي تم في هذه الإحصائية، وبرأيي فإن هناك سيدتين فقط تستحقان صدارة أي تصنيف نسائي للعام المنصرم وهما: رئيسة منظمة أمل فاطمه بنت سيد محمد، لأن هذه السيدة كانت معروفة، ومشهورة، بجهودها الخيرية على المستوى الوطني قبل السياسة، وقبل الانتخابات، التي دخلتها متأخرة، وفازت فيها متقدمة.
وليس من العدل، ولا الإنصاف مقارنتها، بنساء ترشحن لعمدة بلدية، وفشلن في الفوز بها، !! فأي منطق هذا، وأي معيار تم الأخذ به.
السيدة الأخرى هي عمدة تفرغ زينه فاطمة بنت عبد المالك، فهذه السيدة ضربت نموذجا للمرأة الناجحة، ومثلت موريتانيا في محافل دولية، وعادت بجوائز دولية، فهي بحق سيدة تستحق الصدارة، ولو كنت معدا ترتيبا نسائيا لجعلتها ثانية بعد نائب كوبني السيدة فاطمة بنت سيد محمد، بالنظر إلى المعايير مجتمعة.
بقي أن نتمنى على هذا الموقع المحترم أن يزودنا مشكورا بأكثر موقع مبالغة، في التلميع، والتقزيم، والترويج السياسي!.