(خاص) انواكشوط: جنة تجارة السيارات الفاخرة
بورش ،رانج روفر،بي ام دوبل فى،فى 8، الطوارق الجديدة ، أودي وأيضا المرسيدس...فوق طرق نواكشوط البالية،العديد من أصناف السيارات الفاخرة تسير وسط عربات قديمة متهالكة، شهادة على استمرار تزايد كلفة استهلاك السيارات في موريتانيا.
ثمن كل واحدة من هذه السيارات عند البيع عشرات الآلاف من اليورو و هو ما يعادل عقود من الدخل لمواطن يتقاضى راتب قدره 30000 أوقية بعد الزيادة الأخيرة في الرواتب.
على أرصفة تفرغ زين وداخل الأحياء الأكثر تميزا في العاصمة نواكشوط، أحدث الموديلات من تصاميم السيارات تملئ الشوارع بشكل يضاهي، أو ربما أكثر ثراء من بعض العواصم الأوروبية. أصوات المحركات القوية، وصخبها، يحي ليالي العاصمة الفتية المنبثقة من الرمال المتحركة والقيعان والسباخ الملحية.
ظاهرة تنطبق على العاصمة الاقتصادية نواذيبو (المدينة الحرة )، حيث تكثر السيارات الكبيرة ويصبح من المألوف أن نرى عشرات سيارات الدفع الرباعي الكبيرة (سيارة رياضية، 4X4الحضرية) في طابور واحد وسط شارع على شواطئ البحر المزدحمة.
الأثرياء في موريتانيا يحبون العربات الضخمة، وغيرها من المظاهر التي توحي بمكانة اجتماعية ومستوى معين من الرفاهية والعيش الرغيد.
وحسب بعض المتخصصين فإن 80% من 4000 سيارة جديدة تباع سنويا هي من سيارات الدفع الرباعي اليابانية .
"هنا من الأفضل ان تمتلك سيارة دفع رباعي أو لا شيء " يقول أحدهم في بلد تشكل السيارة رمزا للنجاح في الحياة أكثر من العقارات.
وتمثل واردات السيارات وقطع الغيار نسبة 7,7% من الواردات الوطنية خلال الفصل الأخير من سنة 2012، وهو ما يعادل 18 مليار من الأوقية ، طبقا لأرقام المكتب الوطني للإحصاء.
ورغم وجود العديد من فروع وممثلين شركات السيارات والماركات العالمية، إلا أن السوق السوداء للسيارات الفاخرة تعد منافسا قويا، حيث يذهب الكثير من الذين يرغبون إلى امتلاك هذه الموديلات إلى بورصات تفرغ زين نظرا لفارق السعر و التهرب من الضريبة والسرية في التعاملات، مع المخاطر التي قد تواجه البعض كوجود السيارات المسروقة والأعطال غير الواضحة.
هذهالمظاهر لا تعكس واقع بلد تعيش 40 % من سكانه تحت خط الفقر، و يستورد 70% من حاجياته الغذائية من الخارج.
المشكلة تكمن بشكل جلي في سوء توزيع الدخل وما ينتج عنه من ازدياد الفقراء فقرا، والأغنياء ترفا.
.