مستشفى الصداقة.. طريقك إلى المـُعـانـاة (تقرير+ صور صادمة)
مستشفى الصداقة بمقاطعة عرفات.. صناعة " صينية" بامتياز، تم تدشينه مساء السبت 27 نوفمبر 2010 بمناسبة الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال الوطني، واليوم وبعد خمس سنوات على تدشينه، بدا المستشفى على النحو التالي، الذي رصدته كامرا (الوسط) ضمن سلسلة تقارير تسلط الضوء على واقع المنشئات الصحية في العاصمة.
لا يمكنك الوصول لمستشفى الصداقة بسهولة هذه الأيام إلا إذا كانت لديك مروحية "هيلوكوبتر" ذلك لأن جميع الطرق المؤدية للمستشفى تم إغلاقها بالكامل، من طرف المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق، في انتظار تعبيد الشارع الذي يمر من أمام المستشفى، وقد سبب ذلك معاناة كبيرة للمرضى، الذين بات عليهم أن يسلكوا طريقا ضيقا، عرضه نحو 6 أمتار حتى يصلوا للباب الخلفي للمستشفى، أما سيارات الإسعاف، والحالات المستعجلة فتجد صعوبة في الوصول للمستشفى، خاصة أن الطريق الضيق الوحيد الموصل إليه لا يتسع لسيارتين متعاكستي الاتجاه.
عندما يتجاوز المرضى، وذووهم معاناة الوصول للمستشفى أول ما يستقبلهم هي أكوام القـُمامة، المحيطة بالمستشفى، وعربات الحمير، بعد أن تحول حائط المستشفى إلى مربط للحمير- كما تبين الصور ذلك- هذه القمامة تساهم في انتشار الأمراض، في محيط مؤسسة كان يفترض أنها منشأة صحية بامتياز.
تدخل إلى المستشفى، وأينما وجهت وجهك تطالعك المظاهر التالية: الاكتظاظ، والفوضوية، واستياء المرضى،وذويهم، وكأنك في سوق شعبي، ولست في مستشفى، تدخل إلى أهم وجهة للمواطنين (الحالات المستعجلة) فتصدمك مشاهد المرضى، وهم محجوزون في ممرات المستشفى، في مشهد مهين لكرامة المريض، وأهله، خاصة المرضى من النساء، اللواتي يصبحن في الشارع أمام كل المارة.
" العجز" هو الصفة الأكثر انتشارا في مستشفى الصداقة .. عجز في الطاقم الطبي، وعجز في الأسرة وغرف الحجز، وعجز من الإدارة عن تنظيم سير العمل، واستقبال المواطنين، وحتى لا ننظر إلى النصف الفارغ من الكأس فقط، حاولنا التحدث مع إدارة المستشفى، فقابلنا مسؤول كبير في الإدارة – فضل حجب هويته- وتحدث إلينا بإسهاب، وصب جام غضبه على المواطنين، ووصفهم بالبداوة، وعدم التحضر، قائلا إنهم يأتون على أعصابهم، ويعتدون على الأطباء، مضيفا:" لقد تعرض طبيب هنا للضرب على يد عسكري، وكان بإمكاننا رفض استقبال المرضى من العسكر، لأن لديهم مستشفى خاص بهم" وأكد المسؤول أن مستشفاه من أحسن المستشفيات الوطنية، وإذا كانت هناك نواقص فترجع إلى المواطنين، أو الصين التي بنت هذه المنشأة. – حسب قوله-، وبرر المسؤول حجز المرضى في الممرات بأنه مظهر طبيعي، موجود حتى في الدول المتقدمة.
نشير إلى أننا حصلنا على صور أخرى صادمة من هذا المستشفى، لكننا آثرنا عدم نشرها حاليا، مراعاة لمشاعر المرضى، وإذا كان هذا حال أحدث المستشفيات الوطنية من إنشاء، فكيف ستبدو الحالة في المستشفيات الأخرى القديمة...سنتعرف على واقعها ضمن سلسلة تقارير لاحقا بحول الله.
ملاحظة: اضغطوا على الصورة لتظهر بحجمها الأصلي.