غدا بعد مهرجان اترارزه سيسلم ولد الحاج روصو لأهلها... (رأي حر)
يبدو أن رئيس مجلس الشيوخ ، سيناتور روصو محسن ولد الحاج يعيش أيامه السياسية الأخيرة، بعدما تم تطويقه من كل الجوانب ولم يعد له من منفذ سوى العبور إلى الضفة الأخرى، ها هو يبحث عن طوق نجاة " عزيزي" ،
و هو الذي طعنه في الظهر، و دعم المنشقين عنه من الشيوخ، خوفا على منصبه، بعدما تلاشت "امبراطوريته " في روصو، و فقدت بريقها و سندها الشعبي، ممن خدعوا فيه أيام كانت له حظوة عند الرئيس، و كان يوهم الناس بأنه أكثر نفوذا من الرئيس نفسه، وبأن طلباته أوامر، ها هو اليوم يعيش وضعية حرجة، جعلته يعلن تمسكه بولد عبد العزيز، و هو الذي قال قبل أيام بأن نظامه يعيش أيامه الأخيرة، كل ذلك ليحفظ ماء وجهه، في أرض لم يعد له بها من مقام كريم، بعد سنوات من الرقص المسعور حول ذاته، و دق الإسفين بين الجماعات المناهضة له لإذكاء الخلافات بينها ،بطريقته الهزلية التي تشبه الجد.
ها هي اترارزه تستقبل الأستاذ سيد محمد ولد محم وهي التي انتظرت طويلا رجلا بمثل حنكته السياسية، و شخصيته القوية و المتوازنة، ليعيد لها توازناتها التقليدية و يملأها عدلا، بعدما ملئت جورا، و سما زعاقا.
روصو قلب اترارزه النابض و شريانها الحيوي خضع لمحاولات جراحية سابقة على يد غير الأخصائيين، و بتحكم عن بعد أحيانا، لكنها فشلت ،لأنها بأدوات غير معقمة، و خبرة ناقصة و أرضية ملوثة، ولكن هذه المرة الجراح بارع في عمليات القلب المفتوح، و الغرفة معقمة، و النجاح مضمون بنسبة كبيرة.
هو انتحار سياسي لشيخ اترارزه، رغم مكابرته، ومحاولته إخفاء هزيمته عن كل عين فاحصة، خشية الشماتة.
غدا بعد مهرجان اترارزه سيقف ولد الحاج على الضفة الأخرى بعد تسليمه " لكوارب" لأهلها، و سيلقى نظرة أخيرة على المدينة التي كانت "جناتها مفتوحة" أمامه، و ستنهمر الدموع من عينيه، فتنهره والدته قائلة: "يحق لك أن تبكي كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال".
عال ولد يعقوب