لماذا تخلف قادة المعارضة عن مظاهرات "النصرة" واكتفوا بالبيانات ؟!
نددت أحزاب معارضة موريتانية، من بينها حزبا تكتل القوى الديمقراطية بزعامة الرئيس أحمد ولد داداه، وحزب تواصل بزعامة الرئيس جميل منصور، نددت بشدة بما وصفته ب"القمع الذي مارسته السلطات الأمنية ضد متظاهري النصرة في انواكشوط، وانواذيبو" وأكدت هذه الأحزاب المعارضة أحقية الشعب في التظاهر نصرة لنبيه صلى الله عليه وسلم.
لكن مواقف هذه الأحزاب أوقعتها في حرج شديد، وتناقض فاضح، وأظهرتها كمن يمارس الانتهازية السياسية، ويستغل شعار "النصرة" لتحقيق مكاسب سياسية في معركته ضد النظام، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا لا يتقدم الرئيس ولد داداه، والرئيس جميل منصور المتظاهرين للنصرة يوم أمس، مادام الزعيمان يعتقدان أن المتظاهرين خرجوا نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم، فلأي سبب تقاعس قادة المعارضة عن "النصرة" واكتفوا ببيانات مكتوبة من الغرف المكيفة ؟؟!.
والجميع يتذكر المعارك الطاحنة التي خاضها قادة المعارضة قبل نحو ثلاثة أشهر ضد التعديلات الدستورية، وكيف اعتصم بعض قادة المعارضة، وتحمل الضرب، والأذى في سبيل الدفاع عن الدستور، فهل الدفاع عن الجناب النبوي الشريف لا يستحق سوى البيانات..؟!!.
ولماذا خرجت مواقف المعارضة هذه في هذا الوقت بالذات، بعد أن اتخذت المعارضة سابقا قرارا بعدم تسييس هذا الملف، هل قرروا تسييسه الآن..؟!