مقابلة الحريري تحرج الرئيس الموريتاني، ومديرة قناة الموريتانية !
من تابع المقابلة التلفزيونية التي أجراها رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري من الرياض مساء أمس، يدرك أننا في موريتانيا ليس لدينا إعلام، بالمعنى الحقيقي للكلمة، وبمقارنة بسيطة بين مقابلة الحريري على قناة المستقبل، ومقابلات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على "الموريتانية" يتضح الفرق شاسعا، وهنا يمكن ملاحظة ذلك في:
قناة المستقبل التي بثت المقابلة يملكها سعد الحريري نفسه، فهي ملك شخصي له، مثلما يملك سيارته، وساعة يده، ومع ذلك، كانت المقابلة محرجة جدا للحريري، ولم يستطع أن يوقف البث، ولا أن يقول "اطفي، اطفي".. بينما قناة الموريتانية هي ملك عام للشعب الموريتاني، وليست ملكا لرئيس الجمهورية، ورغم ذلك، كان الرئيس في جميع مقابلاته، أو مؤتمراته يتحكم في سير المقابلة، بل في بعضها لعب السيد الرئيس دور الضيف، والمقدم في نفس الوقت، في مفارقة لا سابق لها في عالم الصحافة حول العالم.
كما أن الصحفية التي أدارت مقابلة الحريري كانت تطرح عليه الأسئلة التي يرددها خصومه، ولم تسأله سؤالا واحدا يصادف هوى في نفسه، وعندما يحاول التهرب من الإجابة تعيده إلى صلب الموضوع، - ولا تنسوا أن الصحفية موظفة في قناة يملكها الحريري نفسه، ومع ذلك لا تخشى من الإقالة-، بينما معظم الأسئلة التي تطرح على الرئيس ولد عبد العزيز في مقابلاته على الموريتانية هي إما أسئلة معدة مسبقا، أو يطرحها أشخاص تم انتقاؤهم بعناية، ومروا عبر محطة السيدة مديرة الموريتانية، وتثبتت من "ولائهم"..!!
أنا شخصيا عندما علمت أن قناة المستقبل التي يملكها الحريري هي التي ستبث المقابلة الحصرية معه، والتي ينتظرها ملايين المشاهدين حول العالم، قلت في نفسي – قياسا على ما أعرفه عندنا في موريتانيا- هذه ليست مقابلة مهمة، فالقناة قناته، والصحفية موظفة لديه، فستنسق معه الأسئلة مسبقا، ولكن تفاجأت بعكس ذلك تماما، فلقد أبكت المقدمة ضيفها على الهواء من شدة وقع الأسئلة المحرجة، ومع ذلك لم يتم طردها على الهواء مباشرة، أقترح على الدولة أن توفد مديرة قناة الموريتانية لدورة تدريبية في بيروت، كما أقترح على رئيسنا المحترم أن يأخذ تكوينا مكثفا في طريقة التعامل مع الصحفيين، والكامرات.
من صفحة الأستاذ: سعدبوه الشيخ محمد على فيسبوك.