لماذا نجح ولد عبد العزيز حيث فشل غيره من زعماء القارة ؟
في الوقت الذي تفشل فيه بعض الدول في مجرد الحصول على عضوية بعض المنظمات الإقليمية، والدولية، نجح الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز – برأي المراقبين- في فرض موريتانيا كبلد فاعل، ومؤثر، ومستفيد من عضويته في المنظمات الدولية، والإفريقية، وشكلت مشاركة ولد عبد العزيز الأخيرة في قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في أبوجا قبل أيام، شكلت محطة أخرى من محطات نجاح الدبلوماسية الموريتانية، وقد اهتمت وسائل الإعلام الدولية –العربية، والأجنبية- تحديدا بمشاركة الرئيس الموريتاني في هذه القمة.
يجادل البعض بأن الحظ وحده هو ما منح ولد عبد العزيز صدارة القارة الإفريقية، والعالم العربي، حيث ترأس الاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، واستضاف لأول مرة القمة العربية في انواكشوط، ويستعد لاستضافة القمة الإفريقية لأول مرة كذلك، لكن منطق السياسة لا يعترف بشيء اسمه "الحظ"، فالحظ لا يكون حليف الفاشلين في أي مجال، فولد عبد العزيز – برأي بعض المحللين- انطلق من مقدرات بلده، وشعبه، وفهم كيف يستغل نقاط قوة بلده، للدفاع عن مصالحه العليا في المحافل الدولية، والقارية، ولم يقبل أن يخضع لأي إملاء، سواء من دول قوية، أو ضعيفة، ورفض ولد عبد العزيز ضغوط العجم، وتصدى لما يحيكه بعض العرب، فكان له ما أراد، بعد أن عرف كيف يلعب اللعبة الدبلوماسية بشكل صحيح.