من المسؤول عن تسليم عرفات لـ"المتطرفين"
شكل فوز حزب الاتحاد من أجل الجمهورية برئاسة المجالس الجهوية في جميع الولايات، بما فيها العاصمتان انواكشوط، وانواذيبو، شكل نصرا أثلج صدور أنصار النظام، ينضاف إليه الفوز بنحو تسعين نائبا في الجمعية الوطنية من أصل 157، لكن هزيمة عرفات كادت تنسي القوم طعم النصر، فالنظام ركز على هذه المقاطعة منذ الاستفتاء الشعبي على الدستور العام الماضي، وبعث إليها وفودا وزارية، ورجال أعمال، فضلا عن إلقاء الفريق محمد ولد القزواني قائد أركان الجيوش بثقله لحسم معركة عرفات عبر مجموعته القبلية التي رشح الحزب الحاكم أحد أفرادها لعمدة عرفات، وحضر وزير المالية المختار ولد اجاي بقوة، وجزم أن حسم عرفات مسألة وقت، لتأتي صناديق الاقتراع بعكس ذلك، وتثبت فشل النظام في انتزاع هذه المقاطعة من عرين تواصل.
خلال عملية التسجيل على اللائحة الانتخابية مؤخرا، أقدم النظام على تسجيل آلاف الأشخاص في مقاطعة عرفات لخلق واقع سياسي جديد لقلب الطاولة على تواصل، وأنفق مئات الملايين على هذه المقاطعة، لكن كل ذلك لم يأت أكله، ليبقى الجميع يتساءل عن سبب فشل خطة النظام لاستعادة عرفات، أهو الفشل في العثور على مفاتيح البلدية المعقدة، والإمساك بالخيوط المؤدية للبلدية، أم أن صراعات أنصار النظام في عرفات، وسعي كل منهم إلى مصلحته الشخية هي السبب في الهزيمة، أم تراها استحواذ مجموعة قبلية واحدة على الترشيحات، والمناصب الحزبية في هذه المقاطعة مما أثار غضب القبائل الأخرى، فقررت توجيه رسالة واضحة للنظام، والسؤال الأبرز من يتحمل مسؤولية تسليم عرفات من جديد ل"المتطرفين" من وجهة نظر الرئيس ولد عبد العزيز ؟؟؟؟!!.