تكتيك مرحلي، أم تحالف دائم.. من المستفيد من دعم بيرام للنظام؟(خاص)
يُعرف بيرام الداه اعبيد بأنه شخص ذكي، يمتلك كاريزما، ومؤهلات جيدة في الخطابة والإقناع، واستمالة جمهوره المستهدف، ومع ذلك لسانا حادا، يسلق به أحيانا، ويمدح أحيانا أخرى.. دخل عالم الشهرة من بوابة الحقوق، والتركيز على حقوق الأرقاء السابقين، وفجأة اقتحم عالم السياسة من أوسع أبوابه، محاولا مرتين دخول القصر الرئاسي رئيسا، فشل في ذلك لكنه دخل البرلمان نائبا عن حزب كان يناقض توجهاته.
خلال مأموريتي الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ظل بيرام "علنا" على الأقل من ألد معارضي النظام، وتعرض للسجن أكثر من مرة، لكنه أيضا كان يخرج من السجن خروج الأبطال، لتهيأ له الظروف من جديد ليظل في صدارة المشهد، حتى جاءت رئاسيات 2014 لتكشف بشكل واضح دعم النظام لبيرام بتوجيه مستشارين بلديين لتزكية ترشحه للرئاسة، وبعد خروج ولد عبد العزيز من السلطة، وانقلاب الجميع عليه بمن فيهم أقرب داعميه سابقا، فضل بيرام الصمت، ولم يشارك في"الريمونتادا السياسية" ضد ولد عبد العزيز، بل أكثر من ذلك صرح بأنه لن يهاجم ولد عبد العزيز بعد أن خرج من السلطة.
لم يكن بيرام من السابقين الأولين في دعم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في بدايات حكمه، بل نافسه في الرئاسة وحل ثانيا في نتائج الانتخابات، لكن النائب البرلماني المشاكس سرعانما دخل قصر الرئاسة خاطبا ود النظام، وخرج ليعبر عن وقف مرحلة الصدام وبداية مرحلة دعم النظام والتعاون معه، وتجسد ذلك في تعيين أشخاص في مناصب عليا بطلب من بيرام، لكن في المقابل واصلت شخصيات مقربة من بيرام شن حملة شرسة ضد النظام وشخص الرئيس ولد الشيخ الغزواني، بل إن بعض من تم تعيينهم في الحكومة من مقربي بيرام لا زالت صفحاتهم على فيسبوك تعج بسب وشتم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ولم يغيروا من نهجهم رغم تكرر لقاء بيرام برئيس الجمهورية وإشادته بسياساته.
كل هذه المعطيات والمواقف تطرح أسئلة بلا أجوبة حتى الآن من قبيل:هل دعم بيرام للنظام الحالي قرار استراتيجي وتحالف سياسي، أم مجرد مناورة وتكتيك مرحلي، قد ينفرط عقده، وينقلب إلى ضده في أية لحظة؟، ولماذا لم يوعز بيرام إلى أنصاره-أقله من عينتهم الحكومة- بإيقاف التهجم على النظام ورئيس الجمهورية شخصيا؟، وأخيرا.. من المستفيد أكثر من الموقف السياسي الجديد لبيرام، النظام أم بيرام؟.