موريتانيا تستعرض علنا أسلحتها الحديثة.. إياك أعني واسمعي يا "جاره"
في خطوة لافتة، أشرف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أمس الأحد 9 يونيو 2024 على مراسم تسلم عتاد عسكري متنوع، وتتكون الترسانة الجديدة على سبيل المثال لا الحصر من وحدات مدرعة وأخرى مدفعية ميدانية ووحدات مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات وطائرات ومحطات رادار ومسيرات استطلاع وهجوم ذات فعالية عالية جدا وقادرة على تغطية كامل الحوزة الترابية الوطنية بما في ذلك المياه الإقليمية على مدار الساعة.
ويرى مراقبون أن تعمد موريتانيا استعراض أسلحتها الحديثة، والتأكيد على امتلاكها طائرات مسيرة هجومية واستطلاعية متطورة، كل ذلك بهدف إيصال رسالتين، للداخل، والخارج، للداخل مفادها أن المدونين الذين يسخرون من تسليح جيش بلدهم عليهم أن يعيدوا النظر في ذلك، فالطائرات المسيرة، وغيرها من الأسلحة باتت- وربما كانت- متوفرة لدى الجيش الوطني، والجديد فقط هو الإعلان رسميا عن ذلك.
ورسالة للخارج، وتحديدا الجارة الشرقية مفادها أن موريتانيا ليست فقط قادرة بل عازمة على حماية حدودها، والدفاع بقوة وصرامة عن مصالحها في الإقليم، ولا يمكن أبدا فصل خطوة استعراض نماذج من هذه الأسلحة المتطورة بمعزل عن هذه الاعتبارات، خاصة وأن الجيش الموريتاني ظل - كبقية جيوش العالم- يعتمد السرية والتعتيم بشأن ترسانته العسكرية، ونادرا ما يعلن الجيش عن أسلحته الجديدة على النحو الذي حصل أمس بحضور القائد الأعلى للوات المسلحة، رئيس الجمهورية، لتكون موريتانيا بذلك قد أوصلت رسالة مزدوجة، رسالة تطمينية موجهة للداخل، ورسالة تحذرية لمن يعرفون أنفسهم جيدا، من باب "إياك أعني واسمعي يا جارة"، أو كما يقول المثل الشعبي "على وذنين بوجعاده".