لماذا خذل صحفيو موريتانيا زميلهم بيبه ولد امهادي ؟
بعد كشفه عن حالة من حالات الظلم تعرض لها، سارع مدونون، وصحفيون موريتانيون إلى التهجم على الإعلامي البارز بيبه ولد امهادي، والسخرية منه، والتعريض به، وكأنه فعل جـُرما لا يغتفر، وأثار هؤلاء أسئلة سخيفة، ومتعالية، وخارج الموضوع، والسياق، وحتى لا نعيد تكرار تلك الأسئلة، نرد عليها بأسئلة هي في الواقع بمثابة أجوبة عنها.
من قال إن بيبه ولد امهادي كان بعيدا عن هموم، وشؤون بلده ؟ وهل من ظلوا خلال السنوات الماضية يصرخون، ويكتبون، مع، أو ضد الأنظمة الموريتانية المتعاقبة كلهم وطنيون، ويحركهم دافع الغيرة على البلاد، والعباد ؟ والسؤال الأكثر بساطة، ووجاهة.. لماذا يريد بعض صحفيينا أن نتضامن معه، ونقف أمام "هابا" وقصر العدل، ومفوضيات الشرطة لمجرد أن أحدهم ضاع عليه " قلم رصاص" أو سقطت مصورته من يده، أو واجه مشكلة شخصية، أو تم وقف برامج سيئة الشكل،والمضمون كان يتخذها مطية لتحقيق مآرب خاصة ؟؟!!
لقد تعرض الأخ، والإعلامي البارز بيبه ولد امهادي لظلمين، مزدوجين، الأول ظلم مصادرة أملاكه – كما أوضحها هو في مقاله- والظلم الثاني من زملائه في بلده، الذين أخذوا عليه شكواه، وراحوا يتهكمون، وينتقدون، بدل أن يتضامنوا،ويتفهموا، كما تقتضي ذلك أخوة الوطن، وعدالة القضية، قبل مقتضيات التضامن المهني.
إن مطالبة بيبه ولدامهادي بعدم مصادرة حقوقه في بلده ليس كبيرة من الكبائر، والدفاع عن المال، والعرض لم يكن يوما مذمة، ولا مدعاة للسخرية، ولماذا لا ينتقد منتقدو بيبه ولد امهادي نواب البرلمان الموريتاني عندما انتفضوا قبل أيام في وجه الوزير الأول مطالبين بإعفائهم من الرسوم، والضرائب التي يفرضها جهاز أمن الطرق، معتبرين أن حصانتهم تجعلهم فوق القانون، فإذا كان النائب البرلماني يشتكي للوزير الأول في اجتماع علني من توقيف سيارته الشخصية بسبب مخالفة مرورية، فلماذا نعيب على صحفي مغترب مطالبته بعدم مصادرة أملاكه، مع أن البرلمانيين انتـُخبوا أصلا ليدافعوا عن مصالح منتخبيهم، وليس عن مصالحهم الشخصية.
لم تقل – يابن امهادي- ما يستدعي كل هذا الضجيج السلبي، والتدوينات الاستهزائية، وعلى الذين يتهمونك بعدم الاهتمام بوطنك أن يعلموا أنك رفعت رأس موريتانيا شامخا، وقدمت لبلدك ما لم يقدمه هؤلاء، فتألقك في قناة الجزيرة هو في النهاية مكسب لشعبك، وتمثيل مستحق لموريتانيا.. كل التضامن، والمؤازرة للإعلامي الدولي بيه ولد امهادي.
سعدبوه ولد الشيخ محمد، المدير الناشر لموقع الوسط الإخباري.