دماء الأبرياء تـُفيق " المنتدى"من سـُباته !
مصائب قوم عند قوم فوائد.. ورب ضارة نافعة، أخيرا قرر المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة العودة لسياسة التظاهر، والاحتجاج والمهرجانات، والمسيرات، وحدد " المنتدى" يوم الجمعة المقبل موعدا لتظاهرة تندد بغياب الأمن في العاصمة، وتأتي خطوة المنتدى هذه بعد أشهر من السبات العميق، انشغل فيها منتدى المعارضة بتسوية خلافاته الداخلية، عن الاحتجاج، والتظاهر، ويرى المراقبون أن تظاهرة المنتدى المقبلة لن تأتي بجديد، بخصوص التصعيد ضد النظام، وإحراجه، وربما يكون الإحراج الأكبر من نصيب المعارضين، ذلك لأن أي تظاهرة لا تحظى بمشاركة جماهيرية معتبرة من سكان العاصمة، ستكشف حجم شعبية المنتدى، وتجعله عاجزا عن حشد الجماهير، حتى من أجل مطالب خدمية، مثل توفير الأمن، وليست سياسية مثل رحيل النظام.
قرار المنتدى بالعودة للشارع يأتي في وقت بات فيه المنتدى في حكم المنتهي، بعد أن تبادلت أقطابه الاتهامات علنا، وانقسم بين جناحين، جناح مهرول نحو النظام من أجل الحوار، وجناح مـُمانع، ومتمترس خلف مواقفه القديمة، لذلك فإن هذا الواقع الداخلي المتأزم، لا يسعف المنتدى، وسيلقي بظلاله على قوة الحشد، والتعبئة للتظاهرة المقررة نهاية الأسبوع.
وكانت انواكشوط قد شهدت خلال الأيام الماضية سلسلة احتجاجات ضد الأعمال الإجرامية، ومطالبة بتوفير الأمن للمواطنين، وهي احتجاجات ظلت بعيدة عن " التسييس" ما أكسبها مصداقية، ووجاهة أكثر، ويرى البعض أن دخول المعارضة على خط الاحتجاج تحت هذا العنوان، سيحيل القضية إلى سجال عقيم بين النظام، ومعارضيه، ويبعد الأنظار عن المطلب الشعبي المـُحق، لذلك فإن " المنتدى" بمسيرته يحاول استغلال دماء الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في عمليات إجرامية، لتكون تلك الدماء وقودا للمنتدى، يتحرك بها من جديد، بعد أن توقفت ماكنته عن العمل، وأصابه الصدأ من طول الوقوف، وباتت بحاجة لقوة دفع كبيرة.