البروفسور كان بوبكر الطبيب الوزير المناسب في المكان المناسب؟
يذهب بعض أنصار المدرسة السياسية السلوكية أن علم السياسة اقرب صلة إلى علم الأحياء والطب من علم الفيزياء والهندسة، و على مر التاريخ عرف العالم بروز أطباء تقلدوا مناصب سياسية، و قيادية و حققوا نجاحات باهرة في بناء دول شامخة ( د/ صون ياتسين، د/ محمد مهاتير....)، و رغم صعوبة أن يجمع الطبيب بين مزاولة المهنة، و احترام دفتر المواعيد عندما يتولى منصبا بمستوى وزير، إلا أن البروفسور الجراح كان بوبكر - على حد ما تناهى إلى سمعنا - ظل منذ تعينه حتى اليوم ملتزما بمواعيده، وهو ما جعل الكثيرين يثنون على أدائه، و لا يذكرونه إلا بخير، و يشيدون بمستوى أخلاقه ،و قربه من المواطن البسيط.
تجربة كبيرة راكمها البروفسور كان تمتد على طول أكثر من 24 سنة من الجراحة العامة، تقلد خلالها مسؤوليات جمة كانت الأخطاء خلالها قليلة، وهو ما أهله لقيادة قطاع هو به جدير- حسب ما يرى البعض- وجعل الكثير من المراقبين يعولون عليه للقيام بعملية جراحة عامة، في جسم الوزارة المريض، من أجل تطوير الأداء، و الوصول إلى الأهداف المنشودة، فهل سيتمكن الطبيب الجراح من أن يكون على مستوى الآمال و الطموحات، ليبرهن أن الطب و السياسة كلاهما علم وفن، لا يستقيما إلا بالأخلاق، والقرب من المواطن البسيط؟
مؤشرات عديدة تعزز مقولة أنه " الرجل المناسب في المكان المناسب" فهو صاحب تجربة و رؤية نقدية،و تصور واضح، و يحظى باحترام و تقدير كبيرين بين أقرانه من الأطباء، وكلها عوامل إذا دعمت بإرادة سياسية قوية كفيلة بتذليل الصعوبات، و استكمال المنجزات.
عالي ولد يعقوب