حق الرد على مقال: ولد لوليد والسباحة على السرير
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى دعي الصحافة "أعل ولد البكاي": عد إلى شرنقتك
يحكى أن أعرابيا دخل الحرم يوم التروية، فجعل يزاحم الحجيج وهم يسقون من زمزم، حتى أشرف على البئر فبال فيها. فأمسك به الحجاج وأشبعوه ضربا حتى سقط مغشيا عليه. فلما أفاق أحضروه إلى الوالي فسأله عن سبب إقدامه على هذا الفعل الشنيع. فأجابه الأعرابي: أردت أن أشتهر ويسير ذكري على الألسن.
تذكرت هذه القصة وأنا أتابع المدعو أعل ولد البكاي ينبعث من شرنقة النسيان ليبيض كل يوم مقالا أكثر بذاءة ووقاحة من سابقه. مدعيا بذالك حق الرد على تعقيب الأخ عبد الله ولد محمد لوليد على شهادة صالح ولد حننا على العصر.
بدأ الصحفي المغمور موسم افترائه بمقال سرق عنوانه من الدكتور "خيري منصور"، في انتهاك سافر لأخلاقيات الكلمة المكتوبة وميثاق الشرف الذي يحكم من يدعي الإنتماء لحقل الصحافة أو المعرفة بشكل عام.
إن عبد الله ولد محمد لوليد يعرف من يخاطب ومع من يتحدث. لذالك لم يعير عباراتك البذيئة الجوفاء أي اهتمام. ولكن خلفه من سيكيل لك الصاع صاعين بما يناسبك وأمثالك ممن لا يستحقون إلا الضرب على القفا. فاضرب لنا موعدا معك وخفافيشك. واختر كيفية المواجهة. بالقلم أو بغيره. والميدان ذلول.
لقد تناول الأخ عبد الله موضوع قضية وطنية كبرى كثر الجدل حولها. وتطرق لها الجميع. فتحدث بأسلوب مهذب بعيد عن التحامل وعبارات الشتم والتنقيص. حتى أنه نأى بنفسه عن الخوض في مسؤولية صالح عن تداعيات محاولاته الإنقلابية الدموية.
وإليك ما لم يقله عبد الله ولد محمد لوليد في حق "زعيمك الوطني":
لم يقل ما قاله أشهر علماء البلد "الشيخ محمد الحسن ولد الددو" الذي تبرأ من فعلته ووصفها بقتل الأبرياء والإفساد في الأرض.
لم ينعته بما نعته به عالم جليل آخر هو"إسلمو ولد سيد المصطف" الذي قال بالحرف إنه: قاتل ومحارب ويستحق أن تطبق عليه حدود الحرابة.
لم يصفه بما وصفه به زملاؤه: فهذا محمد ولد شيخنا يصفه بالبغي. وولد الواعر ينعته بالكذب والإنتقائية.
أما عبد الرحمن ولد ميني فاتهمه بتوريط زعامات سياسية وطنية، وهو جالس على مأدبة عشاء لم يتعرض خلالها لما تعرض له رفقاؤه من الإكراه والتعذيب. رغم أنهم لم يورطوا بريئا.
لم تكلف نفسك عناء الرد على أي من هؤلاء رغم أن خطابهم أكثر حدة من مقال عبد الله ولد محمد لوليد الذي رددت عليه بدافع عصبي جهوي مقيت.
لو أراد عبد الله أن يتعرض لتفاصيل أفعال صالح لقال إن أول عمل بطولي يقوم به زعيمك هو توجيه الدبابات إلى السجن المركزي، وصلب حراسه على الحائط، وإطلاق سراح ثمان مائة من عتاة القتلة والمجرمين واللصوص. وهي العملية الوحيدة التي نجح في تحقيقها.
لو أراد التفصيل لقال إن دم العقيد الشهيد محمد الأمين ولد أنجيان فقيد الجيش والوطن والمساجد رحمه الله في عنق صالح ولد حننا.
لو أراد عبد الله السخرية من صالح وإسقاطه من العيون لحذا حذو الصحفي أحمد منصور الذي وصفه بالسذاجة أكثر من مرة. ولتهكم على نشأته على حلب البقر في الصباح والمساء.
إن النيل من صورة وحقيقة عبد الله ولد محمد لوليد قد استعصى على الكثيرين من قبلك. وما سبب الحملة الشعواء التي تعرض لها إلا ما يتصف به من صدق وصبر وإيمان وقوة في الحق. والذين انطلت عليهم تلك الحملة المغرضة قد أدركوا الحقيقة يوما بعد يوم، وبدؤوا يستسمحون الرجل تباعا.
إن من تصفه بالإنتهازية والإستغلال من طرف المخابرات ينفق وقته في علاج المرضى وكفالة الأيتام. واسأل مركز الإستطباب ووحدات التصفية تصدقك.
إن المنفقين الذين شاهدوا الجمعيات تلتف على صدقاتهم قد وضعوها تحت تصرف عبد الله ولد محمد لوليد لثقتهم أنها ستصل مستحقها. ومع ذالك يعيش الرجل في منزل متواضع ويستقل سيارة عادية، ولا يملك منزلا راقيا على غرار رؤساء الجمعيات التي يهاجمه أصحابها.
إن قوته في الحق هي ما جعل عبدة الدينار يهاجمونه. لكن رماحهم سترتد إلى نحورهم. فالرجل حامل لكتاب الله، مزكى من طرف أكبر علماء البلد. صلى خلفه العلماء الأجلاء أمثال محمد سالم ومحمد يحي ابني عدود وغيرهما.
ثم إن الرجل سيظل في عز ومنعة. شئتم ذالك أم أبيتم. فهو سليل إمارة أعل شنظورة وإمارة أهل أمحمد شين، وأسرة أهل أحمد أمبرح ذؤابة أولاد أشبيشب، إضافة إلى الإمبراطورية البمبارية..
ولعل انتماء الرجل إلى هذه الأسر العريقة هو ما جعله يتصف بكل الصفات البعيدة عن الخيانة والخديعة والمداهنة.
ورغم كل هذا فإننا سننصفك وننصف غيرك ممن يركب قطار الحملة ضد الرجل. فنعاهدك ونعاهد أي شخص قدم لنا دليلا واحدا على سرقة أو خيانة من أي نوع أو كذب متعمد ارتكبه عبد الله ولد محمد لوليد في أي مرحلة من مراحل وجوده داخل جماعة الإخوان. نعاهده على البراءة من الرجل علنا.
وإلا فما مثلكم ومثله إلا كالأخطل يهجو كرام الأنصار.
علي محمد علي تورى