قمة انواكشوط.. وجدلية الحضور، والغياب
مع انعقاد أي قمة عربية تطرح في العادة إشكالية مستوى تمثيل القادة العرب، باعتبار ذلك مقياسا لنجاح، أو فشل القمم، وذلك بسبب أن الخلافات البينية العربية جعلت مجرد اجتماع قادتهم تحت سقف واحد "غنجازا" يذكر فيشكر، ولم تكن قمة انواكشوط بدعا من سابقاتها، لكن ما غاب عن أذهان البعض – سهوا، أو عمدا- هو أن موريتانيا بذلت جهودا مضنية لتوفير الظروف المناسبة لإنجاح القمة، بشهادة الجامعة العربية نفسها، فضلا عن أن موريتانيا ليست لديها أية مشكلة مع أي دولة عربية، فهي محل إجماع من العرب.
ثم إن الحكم على مستوى حضور القادة في قمة انواكشوط لا يزال سابقا لأوانه، ذلك أن وصول الزعماء العرب يتواصل حتى قبل دقائق من بدء الجلسة الافتتاحية الرسمية، وكل ما ينشر عن حضور هذا الرئيس، أو غياب ذاك الملك مجرد تخمينات، أو تمنيات، قد تصدق، وقد تكذب.
ومع ذلك فإن مستوى تمثيل الدول في القمة تحدده كل دولة، باعتبار ذلك قرارا سياسيا، لا دخل للدولة المضيفة، ولا للجامعة العربية فيه، وسواء حضر كل القادة – وهذا ما نتمناه- أو أرسل بعضهم من ينوب عنه في القمة، فإن موريتانيا تبدو في طريقها لكسب الرهان، وتنظيم واحدة من أنجح قمم العرب، وفي جميع الحالات لن تكون قمة انواكشوط من أقل القمم حضورا للقادة، هذا إلم تكن من أفضلها .