لبراكنه.. أنصار ولد اجاي يعلنون النصر، ومعسكر ولد مكت يبدأ الهجوم المعاكس (تحليل)
- التفاصيل
- نشر بتاريخ السبت, 28 نيسان/أبريل 2018 20:07
ضمن سلسلة تقاريرنا عن الخارطة السياسية في ولاية لبراكنه، والتي نحاول من خلالها الوقوف على ملامح هذه الخارطة المتقلبة، نتوقف اليوم عند محاولة استقراء موازين القوى بين القطبين الأساسيين في الولاية (قطب الوزير، وقطب الفريق)، ورغم صعوبة إعطاء حكم دقيق بتفوق هذا الطرف أو ذاك، خاصة وأن كل حزب بما لديهم فرحون، وموجات الانضمام، والانسحاب ما تزال مستمرة، رغم ذلك إلا أن أي قراء تحليلية موضوعية تعطي انطباعا مبنيا على مؤشرات واضحة بتقدم فريق الوزير ولد اجاي على جناح الفريق ولد مكت، ويرجع المراقبون هذه النتيجة إلى عدة أسباب وعوامل موضوعية، لعل من أبرزها:
من يدفع أكثر..
ينظر معظم الموريتانيين للمواسم السياسة باعتبارها مواسم لجني الأرباح، واعتاد الناس - خاصة في الداخل- على أن يمنحوا أصواتهم، ويعطوا ولاءهم لمن يدفع أكثر، وبالنظر لهذا المعيار الحاسم نلاحظ أن الوزير ولد اجاي متقدم بعدة أشواط على الفريق ولد مكت، فالعديد من القرى، والتجمعات السكنية بلبراكنه - خاصة مقاطعة مكطع لحجار- أصبحت مزودة بشبكات الماء الشروب، ولديها دكاكين أمل، وحصل مزارعوها ومنموها على السياج، وحفر الآبار،
وكل ذلك على يد الوزير ولد اجاي، أو بتدخل منه لدى القطاعات الحكومية المسؤولة عن تلك الخدمات، حيث يقول ولد اجاي لكل من يطرح عليه هذه المطالب بأنها مطالب مشروعة، ومن حق المواطنين أصلا، وكلما سيقوم به هو تسهيل حصولهم عليها، وذلك بالطبع مقابل شراء ولائهم السياسي، هذا فضلا عن توزيع مبالغ مالية على أشخاص بعينهم في شكل هبات ومساعدات.
أسلوب التعاطي مع الفاعلين السياسيين..
رغم أننا لا نريد أن نقدم دعاية لصالح أي طرف، ولسنا معنيين بالتهجم على أي طرف كذلك، إلا أن شهادات جمعناها من فاعلين سياسييين بولاية لبراكنه، - وهم بالمناسبة من أنصار الطرفين- تؤكد أن الوزير ولد اجاي يتبع سياسة التقرب من الناس، والنزول إليهم، والالتقاء بهم، سواء خلال زياراته للولاية، أو في منزله بانواكشوط، ومكتبه بالوزارة، حيث يعطي الأولوية لأهل مكطع لحجار خاصة، وأهل لبراكنه عامة، ويستمع للجميع، بأسلوب منفتح، ويعمل على تأمين بعض الوظائف للمنحدرين من هذه الولاية، وفي المقابل فإن جناح الفريق ولد مكت يبدو أكثر ضعفا في التواصل مع الناس، خاصة بعد أن فوض الفريق مسؤولية إدارة الشأن السياسي لشقيقه العقيد الحسن ولد مكت، الذي يصفه البعض بأنه عسكري أكثر، يجيد إعطاء التعليمات، وتنفيذها، أكثر مما يجيد فن السياسة، واستمالة الجمهور، هذا فضلا عن كونه - أي العقيد- ليس لديه ما يقدمه لأنصاره، ورغم دماثة خلق الفريق ولد مكت، وسمعته الطيبة على المستوى الوطني، وعلاقاته الواسعة، إلا أن العقيد يوشك أن يفسد ما بناه الفريق -برأي البعض-.
دور اللاعبين الصغار في الترجيح..
لعل العوامل السابقة التي ذكرنا هي التي دفعت بمعظم اللاعبين السياسيين من الحجم المتوسط إلى اختيار ركب الوزير على معسكر الفريق، وآخر هؤلاء وزير التجهيز والنقل محمد عبد الله ولد اوداعه، الذي أدرك أنه إذا استمر في محاولة خلق منافسة للرجلين القويين، وخلق قطب ثالث في الولاية، فإنه - أي ولد اوداعه- سيخسر كثيرا، ولن يكسب أي شيء يذكر، لذلك قرر الالتحاق بحلف الوزير ولد اجاي ضمانا لمصالحه، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه، على مبدأ "وكفى الله المومنين القتال"، رغم أن الفريق ولد مكت لديه أياد بيضاء علة ولد اوداعه، بل يصفه البعض بأنه صنيعة ولد مكت في الأصل، لكن مبادئ السياسة تعطي الأولوية دائما للمصلحة على حساب الوفاء، وكذلك فعل النائب البرلماني القوي زيني ولد احمد الهادي، رجل "مال" البارز، وآخرون من الصف الثاني، والثالث من أطر الولاية وسياسييها قرروا الالتحاق بركب ولد اجاي، حتى إن نزيف حلف ىل مكت وصل أسوار حصنهم المتين "شكار" في شكل انسحابات منه لصالح خصمه المدني.
وحتى بالنظر للاعتبارات السابقة، فإن المراقبين يحذرون من أي جزم متسرع بفوز حلف ولد اجاي على حساب خصومه، فالجميع يدرك أن ولد اجاي إنما اكتسب مكانته السياسية من مكانته لدى الرئيس ولد عبد العزيز، ومنصبه الوزاري الهام، وإذا فقد هذين العاملين فإن حظوظه في الحفاظ على شعبيته تبدو ضئيلة، وفي المقابل فإن الفريق ولد مكت يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة في المنطقة، ولديه علاقات طيبة مع معظم المجموعات القبلية في الولاية، كما أنه - أي الفريق مكت- لم يخسر المعركة نهائيا بعد، رغم تأخره في بعض جولاتها، وعموما يمكن اختصار الحديث عن القطبين السياسيين الأبرز في لبراكنه بالقول: إن ولد مكت لديه رصيد قديم، ومؤهلات حقيقية، لكنه فشل في استغلالها سياسيا، ليترجمها في شكل تحالفات قوية على الأرض، بينما ولد اجاي لديه موارد مالية، ومكانة طارئة في النظام، لكنه عرف كيف يستغل كل ذلك بشكل جيد، ليقدم نفسه كرجل محبوب من الجمهور، وقريب من الناس وساع في مصالحهم، لكن لا يبدو أن الفريق ولد مكت بصدد الاستسلام ورفع الراية البيضاء، وقرر الإلقاء بثقله في الساحة السياسية، لتبقى الأيام، والأسابيع القليلة المقبلة حبلى بالتطورات، والانسحابات، والانضمامات، قبل أن ترسو سفينة الغلبة على شاطئ ولد اجاي، أو بر ولد مكت.
يتواصل...
حضور قوي لرجال أعمال النظام، وشفافية اللجنة تستثني الجانب المالي (صور)
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الثلاثاء, 24 نيسان/أبريل 2018 08:54
شهد حفل العشاء الذي نظمته اللجنة العليا المكلفة من قبل رئيس الجمهورية بتشخيص واقع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ليلة البارحة، شهد حضورا لافتا لرجال الأعمال المقربين من النظام، حيث زاحموا السياسيين، ورصدت كامرا (الوسط) حضور كل من رجل الأعمال، ورئيس اتحاد أرباب العمال الموريتانيين زين العابدين ولد الشيخ احمد، ورجل الأعمال القادم من المعارضة سيدي محمد ولد السييدي، الذي جلس إلى جانب ولد الشيخ احمد، وكذلك حضر رجل الأعمال محيي الدين ولد السالك صاحب صفقة مطار انواكشوط الدولي "ام التونسي"، وحضر كذلك رجل الأعمال الأفظل ولد بتاح، وآخرون من الدرجة الثانية من رجال الأعمال.
وكانت لجنة الحزب قد كذبت الأخبار التي راجت عن جمع مبلغ تجاوز مئات الملايين على رجال أعمال مقربين من النظام لتمويل عملية الانتساب وما بعدها، لكن تنظيم حملة الانتساب الأخيرة، كلف مبالغ ضخمة، وتم رصد كل التجهيزات الفنية اللازمة، واستئجار مئات السيارات، كما تلقى المشرفون على عملية الانتساب مبالغ مالية - حسب مصادر مطلعة تحدثت للوسط-،رغم تأكيد رئيس اللجنة جالو ممدو باتيا على أن جميع العاملين في الانتساب كانوا "متطوعين"، واتسم حفل العشاء الذي نظمته اللجنة بالفخامة، وهو ما يعني أن مشكلة التمويل لم تكن مطروحة للجنة تطوير الحزب، وهي الجهة الوحيدة التي تولت تحصيل تلك الأموال، وصرفها، بعيدا عن رئاسة الحزب، وهيئاته، باستثناء عضوية رئيس الحزب في اللجنة العليا، لكن مسؤولية الجانب المالي كانت مـُسندة للوزير سيدنا عالي ولد محمد خون- حسب مصادر الوسط-، ورغم حديث الوزير ولد محمد خون مطولا خلال حفل العشاء، وشرحه لطريقة الانتساب، وتأكيده على الشفافية، إلا أن السيد الوزير لم يتحدث بشطر كلمة عن الشفافية في الجانب المالي للجنة العليا، وترك الأمر عرضة للشائعات، ويلفه الغموض، مع أن الأمور المالية هي الأحوج للشفافية عادة، وهو ما علق عليه "المهرج" زيدان قائلا:"نحن نسأل فقط عن الجانب المالي، ومن يتولاه، ولم نسمع شيئا عن الموضوع"، بينما تفاعل معظم القريبين من زيدان مع تعليقه، وكأنه صادف هوى في نفوسهم، أو قال هذه المرة ما يريدون هم قوله، فهل ستكاشف لجنة إصلاح الحزب الحاكم مناضليه بخصوص مصادر تمويل عملها، ومجالات صرفه بكل وضوح وشفافية، أم أن الشفافية مهمة جدا، لكنها في الجانب المالي بالنسبة للجنة مؤجلة حتى إشعار آخر ؟؟!.!..
الطينطان.. صراع الأقوياء، فمن يكسب الرهان (تحليل)
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الإثنين, 23 نيسان/أبريل 2018 12:33
تعتبر مقاطعة الطينطان من أكثر مقاطعات الوطن حساسية سياسية، بسبب عدة عوامل جعلت من المقاطعة مكانا للاستقطاب السياسي، فمقاطعة الطينطان تعتبر ثاني مقاطعة من حيث عدد البلديات بعد مقاطعة امبود، حيث تتبع لها ثمان بلديات، هي: بلدية الطينطان، وعين فربه، واطويل، ولعوينات، وحاسي عبد الله، الدفعه، وأقرقار، ولحريجات، وتضم مركزين إداريين (اطويل، وعين فربه)، وهي مقاطعة حدودية، ومركز تجاري، وتتواجد بها مجموعات قبلية وازنة ديموغرافيا، فضلا عن انتماء عشرات من الكوار البارزة في الدولة لهذه المقاطعة، وانتماء ثلاثة جنرالات عسكريين إليها.
عوامل مجتمعة جعلت من مقاطعة الطينطان نموذجا مصغرا للصراع السياسي في البلد، خاصة في ظل تواجد شعبية لا يستهان بها لحزب تواصل المعارضن والذي ظل يحتفظ بمقعد نيابي عن المقاطة خلال السنوات الأخيرة، واليوم تبدو الخارطة السياسية في الطينطان مقبلة على تقلبات كبيرة، وموازين القوى غير واضحة المعالم، رغم محاولة البعض إعطاء انطباع بأن الوضع قد حـُسم لصالح هذا التحالف السياسي أو ذاك، وما يـُعقد المشهد السياسي في الطينطان كون المقاطعة يعتبرها الوزير الأول أهم معقل له بعد مقاطعة جيكني، وينخرط بقوة في التنافس السياسي المحلي في الطينطان، وهو ما أضاف عاملا آخر للاحتقان السياسي، ويرى مراقبون محليون أن معركة الطينطان في الانتخابات المقبلة لن تكون بين النظام، والمعارضة، بل ستكون محتدمة أكثر بين أنصار النظام في ما بينهم، بعد أن أكدت كل المعطيات استحالة التعايش المشترك بين أنصار النظام، وعزم كل طرف على إقصاء الآخر، وتبقى صناديق الاقتراع وحدها الحكم، وقبل أن تبوح بسرها ستظل ادعاءات أي طرف حسم النتيجة نوعا من الدعاية السياسية والإعلامية لا أكثر، وإذا كانت الطينطان قد شهدت فيضانات عارمة سنة 2007 طمست معالم المدينة القديمة، وخلقت مدينة جديدة بواجهة جديدة، فإن الانتخابات المقبلة ستشكل فيضانا سياسيا، سيقلب الموازين التقليدية، ويفرز واجهة سياسية جديدة للمقاطعة.
جوائز قيمة في ختام النسخة الثالثة من جائزة شيخ القراء (تقرير مصور)
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 22 نيسان/أبريل 2018 18:53
نظمت جمعية ربط الجسور الخيرية مساء اليوم الأحد 22 ابريل 2018 حفلا بفندق الخاطر بمناسبة توزيع جوائز النسخة الثالثة من جائزة شيخ القراء سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي لحفظ وتجويد القرآن الكريم، وحضر الحفل جمع غفير من العلماء، والقراء، والمثقفين، وتم خلاله توزيع الجوائز على الفائزين بهذه المسابقة التي باتت من بين أهم الجوائز الوطنية في مجال القرآن الكريم رغم حداثتها، وخلال الحفل تم تكريم العشرة الذهبية التي استطاعت التفوق بعد جولات من المسابقة متفوقين على مئات القراء الحافظين لكتاب الله تحت إشراف لجنة تحكيم من صفوة المتخصصين في القرآن الكريم وتجويده.
وبعد تلاوة عطرية من الذكر الحكيم، بدأت فعاليات الحفل بكلمة لمستشار وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي سيدي محمد ولد الشواف حيث أشاد بجمعية ربط الجسور الخيرية على تنظيم هذه الجائزة، منوها بمكانة شيخ القراء سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي، الذي تمر به معظم الأسانيد القرآنية في البلد، وهنأ مستشار وزير الشؤون الإسلامية القائمين على هذه الجائزة على نجاحها.
بدوره رئيس جمعية ربط الجسور الخيرية سيدي ولد اجوا رحب بالحضور، شاكرا لهم مشاركة الجمعية هذا الحفل، وأشاد ولد الجوا بالجو الذي دارت فيه فعاليات المسابقة، منوها بدور لجنة التحكيم، وأعلن ولد اجوا أن هذه النسخة شهدت إقبالا أكبر مقارنة بالنسختين السابقتين، وأكد رئيس جمعية ربط الجسور الخيرية استمرار جمعيته في هذا النهج الهادف إلى تشجيع حفظة القرآن الكريم على التنافس فيه.
أما رئيس اللجنة العلمية للجائزة الدكتور عالي ولد الدوه فاستعرض نبذة عن المسابقة، وأعداد المشاركين فيها، وآليات التنقيط، والتقويم، وشكر لجنة التحكيم، والرعاة الرسميين للجائزة، متعهدا بالسير على درب القرآن الكريم.
رئيس لجنة التحكيم الشيخ الهيبه ولد يبه ولد واوح، تحدث باسم لجنة التحكيم، وسجل إعجابه، وتنويهه بالظروف التي مرت فيها النسخة الثالثة من جائزة شيخ القراء، وتحدث رئيس لجنة التحكيم عن مراحل المسابقة، وشدد على الدقة والشفافية في التنقيط، وشكر المجلس العلمي للجائزة على مواكبته اليومية لسير المسابقة.
نشير إلى أن النسخة الثالثة من جائزة شيخ القراء سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي جرت برعاية كل من: مهرجان عين فربه للتراث والثقافة، ومؤسسة الريادة، ومؤسسة البركة بلاستيك، وتسلم الفائزون جوائز نقدية قيمة تعتبر من بين الأهم مقارنة بالمسابقات المماثلة.
بعد ذلك تم تكريم المتفوقين العشرة الأوائل، بشكل تنازلي، بدء بالعاشر إلى الأول، تابعوا الصور التالية:
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
"
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""</p>"الكشف عن عمليات فساد واسعة النطاق بمفوضية الأمن الغذائي (خاص)
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 15 نيسان/أبريل 2018 14:17
كشفت مصادر من داخل مفوضية الأمن الغذائي ل(الوسط) عن عمليات فساد واسعة النطاق، تتم تحت يافطة برنامج أمل، وتدخل الدولة لمساعدة المنمين في هذه السنة، وهي العمليات التي خصصت لها الدولة مبلغا تجاوز الأربعين مليار دولار، وهو ما أسال لعاب المفسدين، وقرروا الاستفادة من هذا المبلغ بطرق ملتوية، في إبداع جديد لعملية الفساد المالي، مادامت أساليب الفساد التقليدية لم تعد ممكنة.
وحسب مصادر (الوسط) من داخل مفوضية الأمن الغذائي فإن من أوجه الفساد إقدام المفوضية على توقيف الشاحنات التابعة لها، والتي كانت تتولى عملية نقل المواد الغذائية، والأعلاف إلى الداخل، ومنح مهمة النقل بصفقات فاسدة إلى بعض التجار ليتولوا نقل المواد باستئجار شاحنات خصوصية، رغم توفر المفوضية على شاحنات جديدة، تم اقتناؤها لهذا الغرض بمبالغ كبيرة، وهكذا أصبح العشرات من سائقي شاحنات المفوضية في عطلة إجبارية منذ نحو ثلاثة أشهر من أجل فسح المجال لسرقة مبالغ ضخمة من برنامج التدخل الاستعجالي تحت بند النقل، الذي تم منحه لأشخاص بعينهم، بعضهم مقرب من الوزير الأول - حسب المصادر التي أوردت الخبر-.
وكانت الحكومة قد انتزعت الإشراف على برنامج أمل من وزارة التجارة-عبر شركة سونيمكس-، ومنحته لمفوضية الأمن الغذائي ليكون تحت الوصاية المباشرة للوزير الأول، وحسب شهادات، ومعلومات حصل عليها (الوسط) فإن برنامج أمل بات يشكل الأداة الضاربة التي يستخدمها الوزير الأول، وأحد وزرائه النافذين لشراء ولاء الوجهاء، والمواطنين، عبر فتح دكاكين أمل، وتوظيف بعض الشباب فيها، ومنح صفقات لنقل المواد كل ذلك حسب الولاء السياسي.
يتواصل..
المنتدى، والاختيار بين الصعب، والأصعب (تحليل)
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 15 نيسان/أبريل 2018 10:10
تعتبر المفاوضات السياسية من أصعب أنواع التفاوض، وأعقده، ذلك لأن اهتمام المتفاوضين ينصب على ما يـُذكر، وما لا يذكر، وتكون الصعوبة مضاعفة في ظل غياب حد أدنى من "الثقة" التي هي ضرورية في السياسة، إذا حضرت صلح الشأن السياسي كله، وإذا غابت فسد الشأن السياسي كله،ورغم تجربة نظام ولد عبد العزيز الطويلة في التفاوض مع معارضيه - مع اختلاف المسميات والعناوين- بدء بمفاوضات داكار وما تلاها، إلا أن هذا التراكم من التفاوض بين الجانبين لم يولد ثقة متبادلة، بل على العكس خلق جوا من الخداع، والتحايل، جعل كل طرف يدخل المفاوضات بهدف ضرب خصمه، لكن مفاوضات النظام مع منتدى المعارضة دخلت منعطفا جديدا، وغريبا برأي المراقبين، بانتقالها من العلنية إلى السرية، ومن الرسمية إلى غير ذلك، وكانت النتيجة أن فشل الجانبين، وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون.
وقد كشفت آخر جولة من المفاوضات السرية بين النظام، والمنتدى عن ملاحظات جوهرية بالغة الأهمية في السياق السياسي في البلد، سواء بالنسبة للمعارضة، أو في جانب النظام، ولعل أهم ما كشفت عنه هذه المفاوضات السرية هو:
أولا: أن المنتدى ليس على قلب رجل واحد حتى في موقفه من معارضة النظام، بل إنه لا يـُستبعد أن يكون بعض أعضاء المنتدى تجسس على مفاوضات زملائه السرية مع النظام، وسربها لاحقا للإعلام لحاجة في نفسه، ربما لإفشال المفاوضات، وإحراج المقاطعين للحوار الوطني الأخير، وإجبارهم أيضا على مقاطعة الانتخابات المقبلة حتى تخلو ساحة المعارضة المشاركة في الانتخابات لذلك الطرف ليستفيد من شعبية المعارضين المقاطعين كما اعتاد أن يفعل.
ثانيا: أن أنصار النظام ليسوا بدورهم متجانسين، أو بالأحرى فإن الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا ينظر إلى أعلبيته السياسية، وحكومته بنفس القدر من الثقة، بدليل تكليفه رئيس أحزاب الأغلبية الشيخ عثمان ولد أبو المعالي، ورئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الأستاذ سيدي محمد ولد محم بقيادة التفاوض السري مع المنتدى، وتعمد ولد عبد العزيز تجاهل الحكومة، وحرص على تركها خارج الصورة، وهو ما جعل الناطق باسم الحكومة ينفي باستمرار وجود أي اتصال سري، أو علني مع النظام، قبل أن يعود ويحصر هذا النفي في الحكومة، دون بقية أطراف النظام الأخرى، فما الذي جعل الرئيس ولد عبد العزيز يكتم سر التفاوض مع المنتدى عن حكومته، ويكلف به رئيس حزبه، ثم هل سربت جهات ما في الحكومة أخبار هذا الحوار بعد اكتشافها أنه كان يدور خارج فلكها لإفشاله؟؟!! مجرد تساؤلات تحليلية، تبررها سوابق في هذا السياق.
ثالثا: من الدروس المستخلصة كذلك عدم صواب قرار المنتدى مقاطعة الحوار الوطني الأخير، ومقاطعة الاستفتاء الشعبي على الدستور، فالمنتدى رفض ذلك الحوار عندما كان رغبة للنظام، واليوم يلهث المنتدى خلف حوار مع النظام يرفضه الأخير بقوة، وتبدو خيارات المنتدى محصورة في احتمالين أحلاهما مر، فإما أن يقاطع المنتدى الانتخابات البرلمانية والبلدية المقررة قريبا، وفي هذه الحالة ستبدو أحزاب المنتدى مهددة بالحل بفعل القانون الجديد الذي يلزم الأحزاب بالمشاركة في الانتخابات، والحصول على نسبة معينة، وإما أن يشارك المنتدى في الانتخابات المقبلة وهو - أي المنتدى- غير مشارك في لجنة الانتخابات، أي أن المنتدى سيخوض لعبة لم يكن شريكا في وضع قواعدها بسبب مقاطعته للحوار الوطني الشامل الأخير، والأكيد أن عامل الوقت لم يعد يسعف المنتدى، فخلال أسابيع قليلة فقط سيكون على المنتدى أن يمس أي أذنيه أقرب، ويختار بين الصعب، والأصعب.
المزيد من المقالات...
- تصرفات العمدة تفجر أزمة ببلدية الطينطان (وثائق+معلومات)
- الزج بالوزراء في حملة انتساب الحزب الحاكم خطأ كارثي سيدفع النظام ثمنه (تحليل)
- مرشح سابق لرئاسة موريتانيا يطلق تصريحات عنصرية خطيرة (صورة)
- الوكالة الموريتانية للأنباء تحذف "الدستور"، وتنسجم مع المعارضة المقاطعة !
- هذه المشكلة قد تعصف بجهود موريتانيا لتنظيم قمة إفريقية ناحجة !
- هـام/ الإعلان عن استقبال الملفات للنسخة الثالثة من جائزة شيخ القراء (الشروط)